أكثر مما كان متوقعاً، غضت غالبية الناخبين الإسرائيليين الطرف عن كل ما يثقل عليهم وعلى مجتمعهم ودولتهم ونظامهم السياسي من قضايا الفساد والتراجع الاقتصادي وانعدام الأمن، وأعادت منح رئيس الوزراء أرئيل شارون تفويضاً لمواصلة قيادته في ما يراه كثيرون منهم معركة فاصلة في الصراع مع الفلسطينيين / تحليل إخباري
نسبة التصويت قد تكون أكثر من 67%، لكنها قد لا تتعدى في أحسن الأحوال 75% كمعدل قطري، في حين ستكون هذه النسبة منخفضة، على الأرجح، في صفوف الكثير من المحسوبين على التيار اليساري في إسرائيل عامة، وفي صفوف العديد من أصحاب حق الاقتراع العرب بشكل خاص..
قصة معركة الانتخابات الحالية، تتلخص في ذلك الخط الطويل، المستقيم الذي يكاد يكون مسطحًا، النازل إلى الأسفل، والذي يرمز لوضع حزب "العمل" إبتداءً من منتصف كانون الأول السنة الماضية، وحتى اليوم. "الليكود" تلقى الكثير من الضربات منذ منتصف كانون الأول، بعد يوم من الانتخابات الموبوءة فيه لاختيار قائمته للكنيست، وخسر الكثير من المقاعد في أعقاب قصص الفساد، لكن "العمل" لم ينجح في تمرير ولو مقعد واحد إلى ملكيته.كان "الليكود" و"العمل" في قمتيهما بعد البراميرز لرئاسة الحزب فورًا؛ الاعلام غطى بكثافة كبيرة الصراعات بين شارون ونتنياهو، وبين متسناع وبن إليعيزر. الحسم في هاتين المنافستين كان نظيفًا وجارفًا، والمصوتون ذهبوا مع الحزبين الكبيرين، مع الفائزين. لـ "الليكود" و "العمل" سوية (65) مقعدًا في بداية كانون الأول. تلتْ ذلك الانتخابات الداخلية في مركز "الليكود"، والسقوط الكبير. فقد "الليكود" ستة مقاعد وبعد ذلك فقد إثنين إلى ثلاثة إضافيين. مصوتو "الليكود" كانوا محتارين. قسم صغير انتقل إلى "العمل" وقسم صغير عاد إلى الأحزاب اليمينية، وقسم وصل إلى "شينوي"، لكن الغالبية بقيت على الجدار.
التحدي الأكبر الذي ستواجهه الأحزاب الدينية سيكون بعيد الانتخابات المقبلة، وبالتحديد عند تشكيل الحكومة المقبلة، حيث سيكون السؤال المركزي، والذي من شأنه تحديد مصير هذه الأحزاب، هو ماهية المناصب الوزارية التي قد تحصل عليها في الحكومة المقبلة.
الصفحة 54 من 56