المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تحليل أخباري
  • 1253

قصة معركة الانتخابات الحالية، تتلخص في ذلك الخط الطويل، المستقيم الذي يكاد يكون مسطحًا، النازل إلى الأسفل، والذي يرمز لوضع حزب "العمل" إبتداءً من منتصف كانون الأول السنة الماضية، وحتى اليوم. "الليكود" تلقى الكثير من الضربات منذ منتصف كانون الأول، بعد يوم من الانتخابات الموبوءة فيه لاختيار قائمته للكنيست، وخسر الكثير من المقاعد في أعقاب قصص الفساد، لكن "العمل" لم ينجح في تمرير ولو مقعد واحد إلى ملكيته.كان "الليكود" و"العمل" في قمتيهما بعد البراميرز لرئاسة الحزب فورًا؛ الاعلام غطى بكثافة كبيرة الصراعات بين شارون ونتنياهو، وبين متسناع وبن إليعيزر. الحسم في هاتين المنافستين كان نظيفًا وجارفًا، والمصوتون ذهبوا مع الحزبين الكبيرين، مع الفائزين. لـ "الليكود" و "العمل" سوية (65) مقعدًا في بداية كانون الأول. تلتْ ذلك الانتخابات الداخلية في مركز "الليكود"، والسقوط الكبير. فقد "الليكود" ستة مقاعد وبعد ذلك فقد إثنين إلى ثلاثة إضافيين. مصوتو "الليكود" كانوا محتارين. قسم صغير انتقل إلى "العمل" وقسم صغير عاد إلى الأحزاب اليمينية، وقسم وصل إلى "شينوي"، لكن الغالبية بقيت على الجدار.

 

هنا كانت فرصة حزب "العمل" الكبيرة - الفرصة التي فُوّتتْ. كان بامكان متسناع ومستشاريه أن يستغلوا الهروب الجماعي من "الليكود"، وأن يغروا مصوتيه بالقدوم إلى "العمل"، فيما لو جنحوا إلى المركز: عرض أجندة أمنية: التحدث عن الجدار الفاصل، ولكن عدم الوعد بإدارة مفاوضات مع عرفات. التحدث عن إخلاء المستوطنات - ولكن في إطار حل دائم فقط. كان بإمكان متسناع أن يعرض أجندة إقتصادية - إجتماعية كما فعل رابين في 1992 (تغيير سلم الأولويات) أو براك في العام 1999 (العجوز من رواق المستشفى في نهاريا)، لكن لم يكن هناك ذكر لذلك في دعاية "العمل". وكانت هناك فرصة أخرى لـ "العمل" في "التمركُز" بعد أن طار من القائمة يوسي بيلين، وتسالي ريشف وياعيل ديان.

المقاعد الـ (41) التي كانت لـ "الليكود" في بداية كانون الأول، كانت متخيّلة. هذا المعطى نبع من أن المصوت لم يكن قد هضم بعد العودة إلى التصويت ببطاقة واحدة. المقاعد الستة التي خسرها "الليكود" بعد إندلاع قضية الرشاوى كانت مشكوك بها أصلا. هذه المقاعد عكست رغبة الجمهور في أن يكون شارون رئيسًا للحكومة. وعندما فهم هؤلاء المصوتين أن عليهم أن يصوتوا لـ "الليكود" لكي ينتخبوا شارون، إستغلوا الحجة الأولى التي أتيحت أمامهم، الفساد، وتركوا من غير رجعة.

هروب مصوتي "الليكود" إلى الحزب الذي يجاوره من اليسار، "شينوي"، خلق ديناميكية من هروب آخر إلى أحزاب هي في يمين "الليكود": "شاس" و"هئيحود هليئومي". وقد فضل قسم من المصوتين شارونَ كرئيس للحكومة، ولكنهم لم يرغبوا في التصويت لـ "الليكود". لذلك انتقلوا إلى اليمين أكثر، وهم يعون أن أصواتهم ستبقى في إطار اليمين. هكذا يمكن تفسير إزدياد قوة "شاس" و"هئيحود هليئومي".

يمكن تفسير تعافي "الليكود"، الذي بدأ في بداية هذا الشهر، بخطوات بادر إليها شارون ومستشاروه. إلى حين النشر في "هآرتس" عن القرض الذي تلقاه إبنا شارون من المليونير الجنوب أفريقي، اتبع شارون بالأساس خطوات كبح. لقد أكد أكثر من مرة على أن كل من سيُشك به بالفساد أو أنه لن يعطي التفسيرات الوافية عن أعماله فإنه سيُطرد من "الليكود"، أو سيُقال من منصبه، كما فعل مع نائبة الوزير السابقة عضو الكنيست نوعمي بلومنطال. في اللحظة التي دخل فيها الفساد إلى بيته، انتقل شارون إلى الهجوم: عقد المؤتمر الصحفي الشهير، الذي قطع بثه المباشر القاضي ميشئل حيشين، وهكذا حوّل موضوع الساعة من موضوع شُرطي إلى موضوع سياسي. وقد أُنذر مصوتو "الليكود" من أن هناك من يحاول "إسقاط رئيس الحكومة"، زعيمهم، وهذا كان كافيًا بالنسبة لهم، ليعودوا للتكتل مجددًا حول موقد القبيلة. منذ المؤتمر الصحفي الذي عقده شارون، "الليكود" يسجل إرتفاعًا معتدلاً.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات