عادت الامور الى نقطة البداية: أغلبية واضحة لمعسكر اليمين في الكنيست القادمة تصل الى 65 مقعدا، وربما أكثر من ذلك. ومعنى ذلك ان فرص امتلاك معسكر اليسار، حتى وإن اجتمع مع الوسط، لـ "كتلة مانعة" باتت بعيدة. ولهذا السبب ثمة أهمية كبيرة اليوم للحديث ليس عن الصراع بين المعسكرات، وإنما عن الصراع داخل معسكر اليمين وتلامسه مع "الوسط" ممثلا بحركة شينوي
عندما يعلن شارون اليميني تمسكه بحكومة وحدة، فانه يخفف من حدة التشدد في صورته العامة، ويقوم بتهدئة مخاوف الناخبين من الوسط. وعندما يصرح متسناع انه لن ينضم ابدا الى حكومة وحدة، فانه يفعل العكس تماما: بدلا من التخفيف من حدة صورته اليسارية، يقوم بتثبيتها. وبذلك فانه يعزز التحفظ والنفور منه في اوساط ناخبي الوسط. وحتى لو امكن العثور على منطق سياسي في اساس اجراء متسناع المعادي للوحدة، يبدو ان الجمهور الاسرائيلي يستصعب ان يفهم هذه المعادلة المقلوبة بالمقلوب!
كتب: وديع أبونصارأعلنت قيادة حزب ميرتس العلماني- اليساري عن رغبتها بإعادة تسمية الحزب بعيد الانتخابات ليصبح اسمه: "الحزب الديمقراطي الاشتراكي،" مدعية أنها ترغب بذلك أن توسع إطار ميرتس ليشمل نشطاء آخرين بالإضافة إلى نشطاء الحزب المحسوبين على التيار الصهيوني- العلماني- اليساري، مثل بعض المستائين من حزب العمل وحتى من الأحزاب العربية من جهة، وبعض المستائين من الأحزاب الدينية ممن يلهثون حول عنوان علماني لهم، من جهة اخرى.
كتب محمد دراغمة بعد مخاض عسير، يعكس مدى العسر الذي وصل إليه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولدت خطة "خارطة الطريق"، لنجدها تغوص في مخاض لا يقل عسراً قبل أن تنشر وتصل إلى طرفي الصراع.
لكن العسر الأكبر، الذي قد يودي بحياة بهذا الوليد غير الطبيعي قبل أن يرى الحياة، ما زال يقبع هناك، أمامنا، عندما يبدأ التطبيق.
الصفحة 55 من 56