مسألة إندلاع النقاش حول ميزانية الأمن، بشكل حاد وكبير، كانت مسألة وقت. هكذا يحصل حين تلتقي أزمة إقتصادية عميقة إلى هذه الدرجة، مع ميزانية أمن كبيرة إلى هذه الدرجة، و"أنا" ضخم كالذي يملكه رؤساء الجهاز الأمني عندنا. المتعقب لديناميكية الأزمة يعرف أن هذه النهاية، كان لا بد أن تكون باكية.جذور الشر لا تكمن في النقاش حول من أخذ للآخر خمسة مليارات شيكل. المشكلة الحقيقية هي أن ميزانية الأمن أديرت بلا رقابة، منذ الأزل، ومن دون إشراف وبشكل خفي عن عيون وزارة المالية. كل وزارة حكومية أخرى تحصل على ميزانيتها من خلال رقابة الجهاز البرلماني والحكومي. يفحصون كيفية إستخدام الوزارة للنقود، لأية أغراض، وما إذا كانت تنقل النقود من بند إلى آخر، وغيرها. الجيش معفي من كل ذلك. يقررون له الميزانية الكلية فقط، وما تبقى هو شأنه الخاص. لا يمكن للمالية أن تتدخل، لا يمكن للكنيست أن يتدخل، وليس بمقدور أحد أن يقول للجيش كيف يقسّم كعكته. فهي له.
في مكتب رئيس الحكومة في القدس لا يعيرون العقبات الدبلوماسية، التي تواجهها الولايات المتحدة في مجلس الأمن في طريقها نحو الحرب ضد العراق، اهتماما كبيرا. التقديرات في اسرائيل تقول ان توقيت الهجوم سيتقرر وفق اعتبارات لوجستية، بعد اتمام نشر القوات الأمريكية، وبالتالي فان الحرب ستبدأ في نهاية شباط أو بداية آذار. وهم لا يتوقعون ان يكون لتوقيت بدء الحرب أي تأثير على المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل متلهفة للحرب في العراق وتعلق عليها الأمل في تحقيق الإنتصار في حالة الأستنزاف الحالية مع الفلسطينيين. ففي اسرائيل يعتقدون بأن عزل ياسر عرفات عن السلطة سيؤشر على الأستسلام الفلسطيني.
تحليل إخباري بقلم: محمد دراغمة
بإعلانها أن موقفها من الهدنة المقترحة من جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس قيد الدراسة، وأنه سيعلن في الفترة القريبة القادمة، كما جاء على لسان أحد ابرز قادتها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، تكون حركة "حماس" قد أعطت أكثر من إشارة على موقف إيجابي مرتقب من هذا المقترح.
تظهر موجة اعمال العنف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية التي اسفرت الخميس (1/5) غداة عملية انتحارية، عن مقتل 15 فلسطينيا، العراقيل التي تعيق تطبيق "خارطة الطريق" خطة السلام الجديدة التي تم اعلانها غداة تشكيل حكومة "ابو مازن".وقتل 13 فلسطينيا بينهم طفل لا يتجاوز عمره سنتين في قطاع غزة في عملية عسكرية اسرائيلية شنها الجيش الاسرائيلي فجر الخميس بعد ساعات قليلة من نشر "خارطة الطريق" رسميا بينما قتل اثنان اخران في الخليل بالضفة الغربية.
الصفحة 53 من 56