حكومة شارون ليست حكومة اخفاق وانما حكومة أهون الأمرَّين لعدم وجود بديل
الجمهور ما زال يؤيده رغم قلة الانجازات والاخفاقات الكثيرة
يوسي فرتر
نصف سنة بالضبط قد اكتملت منذ ان تشكلت حكومة شارون الثانية. الجمهور المتعب والمرهق الذي شبع من العمليات والقرارات الاقتصادية التقليصية الصعبة لا يري في هذه الحكومة أكثر من كونها حكومة هذا ما يوجد . ليست هذه الحكومة حكومة إخفاقات ولكنها بالتأكيد حكومة أهون الأمرين. الهوية النصف سنوية التي حصلت عليها هذه الحكومة مخيبة للآمال ورديئة، والعلامة التي حصلت عليها في الاستطلاع هي بالكاد . شارون يحظي بعلامة أعلي من ذلك قليلا ولكنه هو ايضا لا يحصل علي علامة عالية. هذه الحكومة في نهاية المطاف هي حكومة الامور المتوسطة، أو المتوسطة زائد.
استطلاع الرأي الذي جري يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع باشراف مركز ديالوغ بادارة البروفيسور كميل فوكس، يمنح هذه الحكومة ذات الستة اشهر علامة متوسطة تبلغ 4.9 في سلم من 1 الي 10. في هذه الحكومة عدد كبير من الوزراء وتقدير قليل لاعمالهم التي قاموا بها.
ضغط عسكري على التنظيمات المسلحة وسياسي على السلطة الفلسطينية
يتفق معظم المحللين السياسيين في اسرائيل على ان قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي بالرد على عملية القدس الغربية بالعودة الى نهج الاغتيالات، يعبر عن تغير في الاستراتيجية الاسرائيلية المتبعة في المواجهة مع الفلسطينيين. "الآن تغير النهج"، يكتبون، "واسرائيل ستتوجه من الآن فصاعدا للضغط العسكري المباشر على التنظيمات الارهابية، وستكتفي بالضغط السياسي على السلطة".
كتب محمد دراغمة:
ما أن أُعلن عن سقوط الهدنة رسمياً باغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب في العشرين من آب، حتى لاح البديل في الأفق: وقف إطلاق نار بين الجانبين. لكن السؤال هو: هل تقبل كل الأطراف بهذا الاقتراح؟ وإن قبلت: هل تصمد خطوةٌ مثل هذه مدةً أطول من تلك التي صمدت فيها الهدنة؟
من الذي اخرج مارد العنف من قمقمه بعد أن تمكن الفلسطينيون بواسطة الهدنة التي اعلنوها في التاسع والعشرين من حزيران اجراء نقلة إلى مربع جديد سياسي متقدم في النزاع لتطبق خريطة الطريق؟
وهل عملية القدس الغربية، بكل تداعياتها، هي التي فتحت من جديد الدائرة الدموية التي عاود الفلسطينيون والاسرائيليون دخولها، سيما وانها تلقي ظلالا من الشكوك المتبادلة ازاء المسؤولية عن التدهور الجديد والعودة إلى المربع الاول للصراع؟ * اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل ابو شنب يعبر عن ضيق اسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بالهدنة، ومطالبتهم المجتمع الدولي بتطبيق خريطة الطريق، ومحاولة لتحريك ميول اعلى عند "حماس " للخروج من اللعبة السياسية إلى اغراء المواجهة المسلحة.
الصفحة 43 من 56