كان الرئيس الأمريكي مصممًا. "عليكم أن تسهّلوا على ‘أبو مازن‘ لكي ينجح كرئيس للحكومة الفلسطينية"، قال لوزير الخارجية الاسرائيلي. وقد حاول سيلفان شالوم أن يوضح أن تعيين "أبو مازن" هو خطوة أيجابية، لكن إسرائيل ستفحص خطواته وما إلى ذلك. بوش قاطعه: "من المهم بالنسبة لي أن تساعدوه، لكي ينجح". وفي جلسة "المديرين" في قيادة النظام الأمريكي توجه الرئيس إلى وليام برينز، رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية: "أجلب لي ‘أبو مازن‘". برينز أجاب بأن التوقيت إشكالي، بأن المعانقة الأمريكية ستضر بالرئيس الجديد. "أريده في واشنطن"، أجاب الرئيس.وقد قال إسرائيليون عادوا من واشنطن إن هناك شائعات في المدينة مفادها: الرئيس يرغب بـ "شيء كبير" في الشرق الأوسط بعد فوزه في العراق. وابتداءً من اللحظة التي سيجلس في "أبو مازن" في كرسيه، فإن النظام سيكون أقل صبرًا تجاه خطوات إسرائيل العنيفة، بدءًا بالجدار الفاصل وتوسيع المستوطنات وانتهاءً بالمسّ بالفلسطينيين. ويتوقع النظام الأمريكي بعض اللفتات من جانب إسرائيل مثل إطلاق سراح أسرى، إخلاء مُستمسكات (مناطر استيطانية - المترجم) ونقل مُسرَّع للأموال. ومقابل ذلك، وُعدت إسرائيل بألا تُجبر على تسوية مع "الارهاب" الفلسطيني، أو على التحدث مع (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات.
ما نشر عن الأجراء والأمر اللذين اتخذهما قاضي محكمة الصلح في القدس، القاضي امنون كوهين، بشأن الصحفي باروخ قرا، يكشف صورة قاتمة وخطيرة.مما نشر يتبين ان الطلب المكتوب الذي قدم الى القاضي كوهين لم يتضمن اي اشارة الى حقيقة ان الموضوع يتعلق بصحفي. هذه الحقيقة عرضت امام القاضي فقط خلال المداولات الشفوية حول الطلب. لم يتم تسجيل محضر لتلك المداولات، خلافًا للقانون وخلافا للمعمول به في اي دولة قانون. الأمر الذي اصدره القاضي الزم شركات الهواتف بتزويد المعلومات عن جميع المحادثات الهاتفية التي اجراها الصحفي باروخ قرا خلال فترة تزيد عن شهرين، كما الزم بالكشف عن هوية الأشخاص الذين تحادث قرا معهم، وكذلك اماكن تواجدهم وقت المحادثات. القاضي اصدر الأمر على خلفية شبهات بتشويش اجراءات قضائية. وكما يبدو، لم يسوغ القاضي قراره ساعة اصداره، بل كتب تسويغاته في وقت لاحق.
كتب: وديع أبونصارقدم سكرتير عام حزب "العمل" عضو الكنيست أوفير بينس استجوابا مستعجلا إلى وزير العدل الاسرائيلي يوسف (طومي) لبيد يطالبه فيه بالكشف عن الحقائق المتعلقة بمراقبة المكالمات الهاتفية التي أجراها وتلقاها الصحفي باروخ قرا العامل في صحيفة "هآرتس،" والذي كان أول من نشر عن العلاقة المالية المشبوهة بين أرئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلي وسيريل كيرن، رجل الأعمال الجنوب أفريقي، قبل الانتخابات التشريعية الاخيرة في اسرائيل.
كتب: وديع أبونصاربدأ مبعوثو أرئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود، مشاوراتهم لتشكيل حكومة برئاسته وذلك بعد أن قدم خمسة وثمانون عضوا في الكنيست المنتخب توصية إلى رئيس الدولة موشيه كتساف تقضي بتكليف شارون بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ومن المتوقع أن يلتقي مبعوثو شارون مع ممثلين لمعظم الأحزاب، ما عدا حزب ميرتس والأحزاب العربية التي لا تعد شريكا محتملا في حكومة شارون، وما عدا حزب العمل الذي لا يزال يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة زعيم "الليكود".
الصفحة 40 من 56