كتب حلمي موسى:
واصلت القيادة الإسرائيلية التزامها جانب الصمت المدوي إزاء انتهاك الأجواء السورية في وقت بالغ الحساسية والتوتر. بل إن رئيس الحكومة إيهود أولمرت أمر وزراءه بالمحافظة على أقصى درجات الصمت في كل ما يتعلق بالتوتر القائم مع سورية. ولم يجد يوم أمس (9/9/2007) في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة سوى تقديم الشكر لأجهزة الأمن الإسرائيلية على ما تقوم به من جهد ضد "قادة الإرهاب ومنفذيه".
من نافلة القول وبديهياته أن إسرائيل كانت أول وأكبر المستفيدين- ولا داعي للتوكيد أيضاً أنها كانت وبالأساس أول وأكبر المتسببين بل والدافعين- في ما شهدته وتشهده الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أولاً وخصوصاً، من اقتتال وصراع دام على السلطة بين الأشقاء ورفاق السلاح حتى الأمس القريب، ومما آل إليه كل ذلك من نتائج وعواقب مأساوية خطيرة.
* ليست هذه هي المرّة الأولى التي تتواطأ فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية مع المؤسستين السياسية والعسكرية، ولا تنشر مباشرة ما لديها من معلومات، لكنها في المقابل أخذت على عاتقها مهمة التلميح للجمهور العام بأن "شيئا ما كبيرا قد حصل" ولم تعد العملية العدوانية هي مركز النقاش وإنما "الصمت الرسمي وتواطؤ الإعلام معه" *
ما أن انتهت الانتخابات التمهيدية في الليكود منتصف الأسبوع الفائت حتى أعلن الزعيم الجديد ـ القديم بنيامين نتنياهو أنه سيبذل كل الجهد من أجل خلق قيادة جديدة لإسرائيل. ورغم أن هذا شعار يتكرر على ألسنة القادة الإسرائيليين عند فوزهم في الانتخابات إلا أن الملاحظ هو أن القيادة ومنطقها يبقيان في الغالب على حالهما. والحلبة الإسرائيلية التي كثيرا ما شهدت منح فرصة أخرى لقادة الأحزاب فيها، لا تملك عمليا أي دليل على حدوث تغييرات جوهرية في أداء القيادة.
الصفحة 9 من 56