كتب أنطوان شلحت:
صادق الكنيست الإسرائيلي يوم 21 آذار 2007 على تمديد العمل لمدة 15 شهرًا (أي حتى نهاية تموز 2008) بقانون المواطنة العنصري، الذي يمنع لمّ شمل العائلات من سكان القدس الشرقية المحتلة والعرب في إسرائيل الذين تزوجوا من مواطني المناطق المحتلة. وسبق أن ردّت محكمة العدل العليا في العام 2006 الالتماس الذي تقدمت به "جمعية حقوق المواطن في إسرائيل" ومركز "عدالة" ضد القانون. بالإضافة إلى ذلك، فقد قرّر الكنيست توسيع نطاق القانون بحيث يشمل مواطني سورية، لبنان، العراق وإيران، التي تعتبرها إسرائيل "دولا معادية"!.
رغم شهرة إسرائيل وتميزها عن غيرها من الدول في العالم بمقدار اختلاط الداخلي بالخارجي في كل ما يتعلق بالسياسة فإن هذه الحال في عهد إيهود أولمرت حققت أرقاما قياسية. فإيهود أولمرت كان أول رئيس حكومة في إسرائيل يعلن أنه لن يبدأ مفاوضات مع سورية لأن الإدارة الأميركية لا تريد ذلك، وهو أول رئيس حكومة يتمسك بمنصبه بدعوى قدرته على تحقيق اختراق في المحيط العربي.
كتب حلمي موسى:
من دون رتوش وتحت أنظار العالم، تدور معركة حامية الوطيس بين جبهتين في المجتمع الإسرائيلي، رسمية وشعبية. وتتلخص قوى هذه المعركة الوجودية في لجان التحقيق من جهة وفي المؤسسة الرسمية من جهة أخرى. وخلال اليومين الأخيرين خرجت هذه المعركة عن تقاليدها التي تتميز بالتسريبات وبالضرب في المناطق المستترة لتغدو معركة صريحة وعلنية بين رئيس الحكومة والجيش من جانب ومراقب الدولة من الجانب الآخر.
في الوقت الذي أقرّ فيه البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الموازنة العامة للعام الجديد من دون عقبات طالما واجهت مثلها الحكومات السابقة بل هددت كيانها، وبينما تتمتع الحكومة الحالية بقاعدة برلمانية متينة (77 نائبا من مجموع 120) بعد انضمام حزب «إسرائيل بيتنا» إليها، فإن الأسابيع الثمانية المقبلة هي التي ستحدد مصير هذا الائتلاف وتحديدا مستقبل رئيس الحكومة ايهود اولمرت السياسي من دون استبعاد ان تحفل هذه الأسابيع بتطورات ستنعكس على عموم الأوضاع في الساحة الحزبية في إسرائيل.
الصفحة 10 من 56