تدرك القيادة الإسرائيلية اليوم أكثر من أي وقت آخر أن الصراع في قطاع غزة ليس في وارد الانتهاء اليوم أو غداً أو في المستقبل القريب. فالانسحاب الإسرائيلي من القطاع لم يحمل معه، في الجوهر، أي تغيير في الموقف من الفلسطينيين خصوصاً ومن العرب عموماً. فقد أرادت الانسحاب، ضمن اشتراطات، تضمن مواصلة السيطرة على القطاع وأهله عبر التظاهر بالانفصال عنه ومن دون إيجاد حل سياسي متفق عليه.
ليس ثمة ما يشغل بال الإسرائيليين اليوم أكثر من التساؤل عن موعد انصراف إيهود أولمرت عن سدة الحكم. فرئيس الحكومة الإسرائيلية، في نظر الجمهور والساسة على حد سواء، هو رجل فاشل جمع بين التهور والغطرسة والفساد فكسب صفة الأشد فساداً وفشلاً بين رؤساء حكومات إسرائيل. وثمة من يقول إن أولمرت، نفسه، الذي يدعي النصر وطهارة اليد والتواضع، لم يعد ينافس الآخرين على البقاء وإنما صار يفاوضهم على شروط الرحيل.
بقلم: غابي شيفر *
في ضوء الصراع العلني بين إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك على رئاسة الحكومة المقبلة، يتمحور النقاش العام حول مسألة من الذي يعتبر من بين هؤلاء الساسة الثلاثة "الزعيم القوي" الذي يتوق إليه إسرائيليون كثيرون.
* تهافتت جلّ التعليقات الإسرائيلية، سواء التي كتبها معلقون ومحللون سياسيون أو عسكريون، على ترجيح عامل الحذر الشديد من الغرق في "صدمة" حرب لبنان الثانية على سائر العوامل التي تقف خلف القرارات الإسرائيلية الرسمية بشأن كيفية الردّ على إطلاق صواريخ "القسّام" من قطاع غزة صوب بلدة سديروت ومحيطها. وخصوصًا في أعقاب الاستنتاجات، الصافية والصريحة، التي توصل إليها التقرير الجزئيّ (المرحليّ) للجنة فينوغراد.
الصفحة 11 من 56