كتب محرر "المشهد الإسرائيلي":
قالت ورقة "تقدير موقف" صادرة، في نهاية شهر آب الماضي عن "معهد ريئوت للفكر السياسي" الإسرائيلي إنّ مفهوم الأمن الإسرائيلي يتمحور الآن في "إيجاد حلول عسكرية- تكنولوجية لمواجهة التحديات الماثلة أمام الأمن القومي"، وذلك على الرغم من كون معظم التحديات الكبرى التي يواجهها الأمن القومي الإسرائيلي تستوجب ردودًا سياسية- دبلوماسية بالأساس.
البيان المقتضب الذي صدر عن لجنة الفحص الرسمية في مجريات الحرب على لبنان، "لجنة فينوغراد"، الذي أعلن أن تقريرها المرحلي قريبًا سيتضمن استنتاجات شخصية بحق القادة السياسيين والعسكريين، كان بمثابة عود ثقاب وقع على بقعة وقود تتسرب من برميل الحلبة السياسية المشحون منذ فترة.
نهاية آذار تقترب، ومنتصف نيسان على الأبواب، والكل في إسرائيل يحبس أنفاسه بانتظار القول الفصل من لجنة فينوغراد حول مصير إيهود أولمرت وحكومته. فإن قالت اللجنة إنه أخطأ وإن عليه استخلاص العبر وتقديم استقالته، فإن ذلك سيقود إما إلى إطاعته الأمر والتنحي، وإما إلى مواجهة حلبة سياسية وحالة شعبية ضاغطة تدعوه للاستقالة. قد يصمد أولمرت وقتا ما، لكن في الغالب سيهرب في نهاية المطاف من المواجهة إن لم يكن اقتناعا، فعلى الأقل رغبة في تجنب هجوم القرية.
كتب حلمي موسى:
ما يجري في إسرائيل يصعب تصديقه من العرب. فإسرائيل القوية، الباغية، التي يحسدها الكثير من العرب على علاقاتها المتميزة مع الولايات المتحدة تعيش أزمة خطيرة. والأدهى أن حرب لبنان الثانية، التي اختلف العرب عليها بشدة، هي من أظهر عمق هذه الأزمة للعيان، من دون الإدعاء بأنها كانت السبب.
الصفحة 12 من 56