دخل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى المعركة الانتخابية في إسرائيل، وخاصة في ساحة اليمين، من خلال اطلاق دعوات فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل ودعوات لترحيل الفلسطينيين عن الضفة.
وتظهر استطلاعات الرأي العام الأخيرة تصاعد دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة وصعود نجم حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينيت في مقابل تراخي شعبية "الليكود- بيتنا"، فيما يرى العديد من المراقبين أن الأول قد يشكل عمليا مفاجأة الانتخابات القادمة، حيث أشار استطلاع هآرتس الأخير (2.1.2013) إلى أن حزب بينيت مستمر في الصعود حيث حصل على 14 مقعدا وهو كما يبدو بحسب الصحيفة في طريقه إلى أن يكون ثاني أكبر حزب في الكنيست القادم.
تواجه قنوات التلفزيون الإسرائيلية أزمة مالية شديدة، وصلت إلى حدّ يهدد بإغلاق القناة العاشرة، إضافة إلى إجراء تقليصات واسعة في القناة الثانية. وتخضع قنوات التلفزيون والإذاعة الإسرائيلية للإشراف الحكومي، خلافا للصحف ومواقع الانترنت، ولذلك توجه اتهامات إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه يجفف الإعلام ويسعى إلى إسكاته، ومنعه من توجيه انتقادات لسياسة وأداء الحكومة، ومحاولة منع التغطية الصحافية، وخاصة النقدية، للعديد من المجالات والمواضيع.
شن وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، هجوما شديدا ضد دول أوروبية، أمس الأربعاء، عندما قارن بين سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الفلسطينيين، المتمثلة في احتجاجات الدول الأوروبية على قرارات إسرائيلية بتوسيع البناء الاستيطاني بشكل كبير في القدس الشرقية والضفة الغربية، وبين تعامل أوروبا مع اليهود في فترة المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أثار غضبا كبيرا في الاتحاد الأوروبي.
أعلن الرئيس السابق لحزب العمل، وعضو الكنيست، عمير بيرتس، اليوم الخميس – 6.12.2012، انشقاقه عن حزب العمل وانتقاله إلى حزب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني، على خلفية رفض رئيسة العمل، شيلي يحيموفيتش، التعهد بعدم الانضمام إلى حكومة قد يشكلها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعد الانتخابات العامة القريبة.
وقال بيرتس في مؤتمر صحافي أنه قرر الانشقاق عن حزب العمل في أعقاب رفض يحيموفيتش الالتقاء معه، بعد أن دعاها إلى التعهد بعدم انضمامها إلى حكومة برئاسة نتنياهو والإعلان عن معارضة الاستيطان. وأعلن بيرتس عن استقالته من الكنيست فورًا والانضمام إلى ليفني، وأنه يرفض أي احتمال لانضمام العمل إلى حكومة نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
دخلت إسرائيل في مواجهة مع أوروبا والولايات المتحدة، لم تشهد له مثيلا منذ سنوات طويلة، بعد أن قررت سلسلة خطوات ضد الفلسطينيين في أعقاب حصولهم على مكانة دولة مراقبة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه المواجهة بأنها "تسونامي سياسي" و"أزمة علاقات". وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل بقيادة رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، لا تعتزم التراجع عن قراراتها، المتمثلة بتكثيف الاستيطان والعودة إلى سياسة هدم بيوت فلسطينية في القدس الشرقية، وتجميد أموال الضرائب الفلسطينية، بل إنها أعلنت أنها ترفض الاحتجاجات الدولية.
وجد رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مخرجا من ربط نفسه باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل في قطاع غزة، لكنه ألمح إلى أن هذا الاتفاق كان إرادة أميركية، وربما نتيجة ضغط أميركي.
وقال نتنياهو، الذي خرج من المعركة العسكرية ضد القطاع ودخل، مباشرة، إلى المعركة الانتخابية، في بيان أصدره في موازاة الإعلان عن وقف إطلاق النار في القاهرة، مساء أمس (الأربعاء)، إنه استجاب لتوصية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بمنح فرصة لوقف إطلاق النار.
الصفحة 50 من 61