يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا مهمًا في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لكنه يأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث النفوذ والدعم المالي والدور السياسي. بشكل عام، يدعم الاتحاد الأوروبي (الذي يضم 27 دولة) حل الدولتين، ويعارض المستوطنات الإسرائيلية، ويُعتبر أكبر مانح مالي للسلطة الفلسطينية ولوكالة الأونروا. ومع ذلك، وراء هذا الموقف الذي عادة ما ينسب إلى الاتحاد الأوروبي ككتلة، تكمن خلافات في المواقف السياسية بين أعضائه حيال الحرب على قطاع غزة. يستعرض هذا التقرير هذه التباينات بعد مرور أكثر من عام على 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
"جزيرة معزولة ـ مُقاطَعاتٌ حديديّة"! هل كان ثمة من يستطيع أن يتوقع مثل هذا التوصيف لوضع دولة إسرائيل الدولي عنواناً رئيساً في إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية المركزية؟ نعم، هذا هو العنوان الذي توّجت به صحيفة "كالكَاليست" (اقتصادي) السياسية ـ الاقتصادية ملحقها الأسبوعي قبل الأخير، مصدّرة به تقريرها الرئيس في ذلك الملحق وتحدثت فيه عن "14 شهراً بعد بدء حرب "السيوف الحديدية" ـ إسرائيل جزيرة معزولة تعاني من مقاطعات حديدية"، موضحة أن "إسرائيل تعيش، اليوم وبعد 14 شهراً من الحرب المستمرة، حالة غير مسبوقة من العزلة الدولية، تنزف ليس من الداخل فحسب، وإنما من الخارج أيضاً: شركات طيران تختفي، حكومات تفرض إمبارغو (حظراً) على الأسلحة والبضائع، مستثمرون يهربون، فنانون وعُلماء يُقاطعون"، ثم مؤكدة أن "هذا التقرير يكشف صورة الوضع المُرعبة التي بدأ ضررها يكون ملموساً على كل واحدة وواحد منّا (مواطِنات ومواطني دولة إسرائيل). لكنّ الأخطر، أن هذه ربما تكون البداية فقط"!
قال تقرير الفقر الرسمي الإسرائيلي الصادر في الأسبوع الماضي، عن العام الماضي 2023، إن نسب الفقر العامة، لدى الشرائح المختلفة، راوحت مكانها، مقارنة مع العام الذي سبق 2022، لكن في التفاصيل يظهر واضحا أن الفقر بين اليهود تراجع بشكل واضح، ولو بنسبة محدودة، بينما راوح مكانه لدى العرب، وحتى أنه زاد بنسبة طفيفة بين أطفالهم، على الرغم من سلسلة تحولات اجتماعية ومهنية، لدى العرب كان من شأنها أن تؤدي إلى خفض نسب الفقر أكثر بينهم. وفي حين أن التقرير يتحدث عن العام 2023، إلا أن الواقع الاقتصادي في العام الجاري الذي شارف على الانتهاء، والقرارات الاقتصادية بشأن العام المقبل 2025، من شأنها أن تعمّق الفقر لاحقا.
خفضت منظمة التعاون والتنمية الدولية OECD تقديراتها لنمو الاقتصاد الإسرائيلي في العام الجاري، الذي شارف على الانتهاء، ليصبح أقرب إلى الصفر، وأيضا للعام المقبل 2025، ورفعت تقديراتها للتضخم المالي، في وقت تؤكد فيه آخر التقارير الإسرائيلية الرسمية أن العجز في الموازنة العامة كسر نهائيا كل التقديرات السابقة، حتى المعدّلة الأخيرة، وسيصل في نهاية هذا العام إلى 8%. ورغم المعطيات الاقتصادية السلبية، فإن قوة الشيكل أمام الدولار وسائر العملات في العالم في ارتفاع، وسجل في الأسابيع العشرة الأخيرة ارتفاعا بنسبة تقارب 7.6%، ما يجعل هذا الأمر لغزا اقتصاديا، على الأقل مرحليا، إذ لا يوجد جانب اقتصادي إسرائيلي واحد يُظهر إيجابية، وبضمنها تراجع الاستثمارات في الاقتصاد الإسرائيلي.
أعد مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست الإسرائيلي بحثاً بطلب من لجنة النهوض بمكانة المرأة، قبيل إحياء اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد النساء، في الكنيست. ويعرض في بدايته بيانات الشرطة المتعلقة بملفات العنف والتهديدات للعام 2023 (العام الأخير المتوفرة بياناته كاملة) مقارنةً بفترة الحرب وما سبقها. كما يشمل البحث بيانات وزارة العمل الرفاه حول التوجهات وتقديم الخدمات المتعلقة بالعنف الأسري خلال الحرب مقارنة بالفترة المماثلة السابقة.
أكدت نتائج استطلاع الرأي العام الأخير الذي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، ونشرها في أوائل كانون الأول الجاري، استمرار التراجع في "المزاج القومي العام" في إسرائيل، وهو ما يعكسه التراجع في نسبة الإسرائيليين الذين يبدون تفاؤلاً حيال مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي وحيال مستقبل النظام الديمقراطي في إسرائيل، مقارنة بالأشهر السابقة، بما يقرّب هذه المعدّلات من مستواها الأكثر انخفاضاً في صيف العام الماضي، 2023. وقد عزا معدّو الاستطلاع هذا التراجع خلال الشهر الأخير بالمقارنة مع شهر تشرين الأول الذي سبقه (مستقبل الأمن القومي: من 53 بالمائة إلى 44 بالمائة، مستقبل النظام الديمقراطي: من 43 بالمائة إلى 38 بالمائة) إلى تراجع التفاؤل بين الجمهور اليهودي بشكل خاص، بينما سُجّل ارتفاع في معدل التفاؤل بين الجمهور العربي خلال الشهر الأخير.
الصفحة 10 من 336