المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 83
  • سليم سلامة

أكدت نتائج استطلاع الرأي العام الأخير الذي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، ونشرها في أوائل كانون الأول الجاري، استمرار التراجع في "المزاج القومي العام" في إسرائيل، وهو ما يعكسه التراجع في نسبة الإسرائيليين الذين يبدون تفاؤلاً حيال مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي وحيال مستقبل النظام الديمقراطي في إسرائيل، مقارنة بالأشهر السابقة، بما يقرّب هذه المعدّلات من مستواها الأكثر انخفاضاً في صيف العام الماضي، 2023. وقد عزا معدّو الاستطلاع هذا التراجع خلال الشهر الأخير بالمقارنة مع شهر تشرين الأول الذي سبقه (مستقبل الأمن القومي: من 53 بالمائة إلى 44 بالمائة، مستقبل النظام الديمقراطي: من 43 بالمائة إلى 38 بالمائة) إلى تراجع التفاؤل بين الجمهور اليهودي بشكل خاص، بينما سُجّل ارتفاع في معدل التفاؤل بين الجمهور العربي خلال الشهر الأخير.  

وبينت نتائج "مؤشر الصوت الإسرائيلي" للشهر الأخير أن أغلبية واضحة من الجمهور الإسرائيلي (55,9 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع و52,3 بالمائة من المشاركين اليهود، مقابل 73,6 بالمائة من المشاركين العرب) أبدت تشاؤماً بشأن وضع دولة إسرائيل الأمني في المستقبل المنظور، بينما أبدى تفاؤلاً في هذا الشأن 40,8 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع (و44 بالمائة من المشاركين اليهود، مقابل 24,8 من المشاركين العرب). كذلك بالنسبة لوضع النظام الديمقراطي في إسرائيل في المستقبل القريب، أيضاً، إذ عبّرت أغلبية (51,6 بالمائة) من مجمل المشاركين في الاستطلاع و57,7 بالمائة من المشاركين اليهود (مقابل 54,3 بالمائة من المشاركين العرب) عن شعور بالتشاؤم، مقابل 36,2 بالمائة من مجمل المشاركين و38,5 بالمائة فقط من المشاركين اليهود و24,6 بالمائة من المشاركين العرب عبروا عن شعور بالتفاؤل.  

"مؤشر الصوت الإسرائيلي" هذا هو استطلاع الآراء الشهري الذي يجريه "مركز فيطربي" (في إطار "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية") للرأي العام والسياسات في إسرائيل، وذلك ابتداء من نيسان 2019. وقد شمل استطلاع المؤشر لشهر تشرين الثاني الأخير عينة من المستطلَعين قوامها 750 شخصاً من الذكور والإناث (600 منهم من اليهود و150 من العرب، في سن 18 سنة وما فوق) جرى استطلاع آرائهم في الأيام ما بين 25 حتى 28 تشرين الثاني. 

وتناول الاستطلاع الأخير مجموعة من القضايا والأسئلة المتداولة في الإعلام والمطروحة على جدول الأعمال الإسرائيلي، وأبرزها: "المزاج القومي" العام بكلا مُركّبيه، كما أوضحناهما أعلاه (الأول ـ مدى شعور الإسرائيليين بالأمن ومدى قلقهم على الوضع الأمني في المستقبل. ويشمل هذا في طياته، أيضاً، السؤال حول مدى رضى الإسرائيليين عن المستوى الأمني الذي تضمنه لهم الدولة اليوم ومدى قدرة الدولة على ضمان أمن مواطنيها. وهي أسئلة مستجدة لم تكن تُطرح بهذه الدرجة من الجدية والأهمية قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ والثاني ـ الديمقراطية، وشعور الإسرائيليين بشأن مستقبل النظام الديمقراطي في إسرائيل). كما شمل الاستطلاع الجديد أسئلة عن الأماكن الأكثر أمناً لسكن اليهود ولسكن العرب؛ رصد الموارد لبناء الملاجئ وغرف الأمان في البلدات العربية لحماية الناس وقت الحرب (في أعقاب الإصابات المتكررة التي وقعت في البلدات العربية وراح ضحيتها عدد من المواطنين العرب خلال الحرب الأخيرة على لبنان)؛ قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكّرتيّ الاعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت؛ مستقبل قطاع غزة ومسألة إعادة الاستيطان اليهودي فيه وإنشاء حكم عسكري هناك؛ مسألة المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وما تبذله السلطات الإسرائيلية من جهود لإطلاق سراحهم؛ إدارة دونالد ترامب الجديدة في الولايات المتحدة وتأثيرها على أمن إسرائيل؛ قدرة بنيامين نتنياهو على تأدية مهامه كرئيس للحكومة في الوقت الذي يدلي فيه بشهادته بشأن لوائح الاتهام الثلاث التي تجري محاكمته على أساسها؛ مصير خطة "الإصلاح القضائي" وهل ما زال بالإمكان التقدم في تنفيذها وغيرها من القضايا الأخرى التي ترتبط بتلك القضايا وتتفرع عنها.

هل إسرائيل هي المكان الأكثر أمناً للعيش فيه؟ 

 

 حيال التراجع في نسبة المتفائلين بالنسبة لوضع الأمن القومي في المستقبل القريب، سأل معدّو الاستطلاع المشاركين اليهود والمشاركين العرب، كل منهم على انفراد، السؤال التالي: أين، برأيك، المكان الأكثر أمناً لليهود/ للعرب للعيش فيه؟ فجاءت أجوبة المشاركين اليهود والعرب على النحو التالي: أغلبية كبيرة من اليهود (71,5 بالمائة) مقابل أقلية من العرب (27,4 بالمائة) قالت إن المكان الأكثر أمناً هو إسرائيل، ثم اختار 5,2 بالمائة من المشاركين اليهود و38 بالمائة من المشاركين بالمائة من العرب إجابة "ليس في إسرائيل/ خارج إسرائيل"؛ وقال 15,8 بالمائة من المشاركين اليهود و27,1 بالمائة من المشاركين العرب إن "كلا المكانين ـ في إسرائيل وخارج إسرائيل" هما الأكثر أمناً بالدرجة نفسها؛ بينما اختار 7,5 بالمائة من المشاركين اليهود ومثلهم من المشاركين العرب إجابة "لا أعرف". 

في أعقاب الحرب العدوانية الأخيرة ضد لبنان وما شهدته بلدات عربية مختلفة من إصابات مباشرة بالصواريخ أسفرت عن سقوط ضحايا في الأرواح وتضرر العديد من المباني، سُئل المشاركون في الاستطلاع: بما أن مستوى الحماية في البلدات العربية أقل من مستواها في البلدات العربية، فهل تعتقد أنه ينبغي على الدولة رصد المزيد من الموارد لتوفير الحماية في البلدات العربية؟ وعلى ذلك جاءت الإجابات على النحو التالي: 62,1 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع، 44,7 بالمائة من المشاركين اليهود و88,2 بالمائة من المشاركين العرب قالوا: "نعم"، بينما قال 40,5 بالمائة من مجمل المشاركين و45,3 بالمائة و11,2 من المشاركين العرب: "كلا". 

وفي أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكّرتيّ اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ سنة وشهرين على قطاع غزة وبتهمة ارتكاب كليهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هذه الحرب، سُئل المشاركون في الاستطلاع عن السبب الأساس، حسب رأيهم، لقرار المحكمة الدولية هذا. وعلى ذلك، ردّ المشاركون طبقاً لاحتمالات الأسباب التي أوردها معدو الاستطلاع على النحو التالي: 1. طريقة إدارة إسرائيل والجيش الإسرائيلي الحرب في قطاع غزة ـ 16,4 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع، 9,6 بالمائة من المشاركين اليهود و49,7 بالمائة من المشاركين العرب؛ 2. الأداء الإسرائيلي غير الناجع في شرح إجراءاتها أمام العالم ـ 23,3 بالمائة من مجمل المشاركين، 24,4 بالمائة من المشاركين اليهود و17,9 بالمائة من المشاركين العرب؛ 3. انحياز المحكمة المعادي لإسرائيل باستمرار ـ 52,9 بالمائة من مجمل المشاركين، 61,2 بالمائة من المشاركين اليهود و12,1 بالمائة من المشاركين العرب؛ 4. "سبب آخر" و"لا أعرف" ـ 6,1 بالمائة و1,3 بالمائة على التوالي من مجمل المشاركين في الاستطلاع، 3,3 بالمائة و1,5 بالمائة على التوالي من المشاركين اليهود و19,7 بالمائة و0,6 بالمائة على التوالي من المشاركين العرب.  

ترامب سوف يُنهي الحرب ضد قطاع غزة

 

رداً على سؤال عمّا إذا كان دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيساً جديداً للولايات المتحدة سوف يسرّع في إنهاء الحرب في قطاع غزة وفي لبنان، قال 52 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع إنه سوف يسرّع في إنهاء كلا الحربين. وهذا ما قاله، أيضاً، 54,9 بالمائة من المشاركين اليهود و37,7 بالمائة من المشاركين العرب في الاستطلاع. في المقابل، قال 16,9 بالمائة من مجمل المشاركين و13,7 بالمائة من المشاركين اليهود و32,5 بالمائة من المشاركين العرب إن دخول ترامب إلى البيت الأبيض لن يسرّع إنهاء أي من الحربين، لا في قطاع غزة ولا في لبنان. 

وسئل المشاركون إن كان الأمن الإسرائيلي سيشكل أحد الاعتبارات المركزية في سياق قيام الرئيس الأميركي الجديد، ترامب، ببلورة سياسته الخارجية، فردّ بالإيجاب 62,6 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع و63,4 بالمائة من المشاركين اليهود و58,6 بالمائة من المشاركين العرب معتبرين إن الأمن الإسرائيلي "سيقرر، بدرجة كبيرة، في بلورة السياسات الأميركية الخارجية" في عهد ترامب في دورته الرئاسية الجديدة، بينما قال 27,9 بالمائة من مجمل المشاركين و27 بالمائة من المشاركين اليهود و31,8 بالمائة من المشاركين العرب إن الأمن الإسرائيلي لن يؤثر "سوى بدرجة ضئيلة" في بلورة السياسات الأميركية الجديدة في عهد ترامب الجديد. 

وحيال الحديث المتواتر والآخذ في الاتساع في إسرائيل حول العودة إلى الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، سُئل المشاركون في الاستطلاع فيما إذا كانوا يؤيدون، أو يعارضون، الاستيطان في قطاع غزة، فقال 58,4 بالمائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع و52,2 بالمائة من المشاركين اليهود في الاستطلاع و88,6 بالمائة من المشاركين العرب إنهم يعارضون استيطان اليهود من جديد في قطاع غزة. وفي المقابل، قال 36,1 بالمائة من مجمل المشاركين و41,9 بالمائة من المشاركين اليهود و7,7 بالمائة من المشاركين العرب إنهم يؤيدون عودة اليهود إلى الاستيطان في قطاع غزة. 

ورداً على سؤال حول دعم، أو معارضة، إقامة حكم عسكري في قطاع غزة، قال 48,9 بالمائة من مجمل المشاركين إنهم يعارضون ذلك (مقابل 42,2 بالمائة موافقون). وهذا ما قاله، أيضاً، 42,1 بالمائة من المشاركين اليهود (مقابل 48,6 بالمائة موافقون) و81,7 بالمائة من المشاركين العرب (مقابل 10,7 بالمائة موافقون).  

المصطلحات المستخدمة:

أمنا, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات