"اسرائيل لن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين، طالما بقي (الرئيس ياسر) عرفات ممسكاً بالخيوط". هذا ما قاله (الاثنين 21/4) وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم، في مكالمة هاتفية مع نظيره الامريكي كولن باول، تناولت العقبات التي تعترض انجاز مهمة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. مع ذلك، فإن التقديرات في اسرائيل ترى ان الرئيس ياسر عرفات، وفي مجابهة الضغوط الدولية غير المسبوقة عليه، سيضطر للتراجع في اللحظة الاخيرة ويسهل مهمة "ابو مازن" في تشكيل حكومته.وبحسب المصادر الاسرائيلية، تركزت المكالمة الهاتفية شالوم – باول في التطورات الاخيرة في السلطة الفلسطينية في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، وقالت هذه المصادر ان شالوم أعرب عن قلقه حيال ما زعم انه "مناورات" من الرئيس ياسر عرفات بهذا الصدد، قائلا: "محظور ان ندع العجلة تعود للوراء لتقوى مكانة عرفات من جديد".
"انتهى موسم الجفاف": بعد سنة شحيحة في زيارات الشخصيات الكبيرة، تبدأ قريباً "حملة" دبلوماسية على اسرائيل، يشترك فيها وزراء خارجية ورؤساء حكومات ودول. ومن المنتظر ان يصل البلاد قريباً وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليونان واليابان وبلجيكيا واستراليا وغيرها من الدول.وبعد انتهاء عيد الفصح اليهودي مباشرة ستبدأ زيارات الدبلوماسيين بوتيرة وحجم غير مسبوقين. "كلهم يريدون ان يكونوا قريبين من الاحداث السياسية"، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية (يديعوت احرونوت 21/4)، منوهاً الى ان الحدث الاهم هنا هو تشكيل حكومة فلسطينية برئاسة "ابو مازن"، وعرض "خارطة الطريق" لتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على الاطراف، والترقب في اسرائيل والعالم لجهود تشكيل هذه الحكومة.
تفكر ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الدعوة لعقد قمة فلسطينية – اسرائيلية في واشنطن، تجمع بين رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد "ابو مازن" ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون، وذلك بعد استكمال تشكيل الحكومة الفلسطينية.في هذه القمة، بحسب "يديعوت احرونوت" (20/4)، ستعرض الادارة الامريكية على الطرفين خطتها لحل الصراع المسماة "خارطة الطريق"، التي شاركت "الرباعية" الاوروبية في وضع صيغتها النهائية. ولن يتم ادخال تعديلات على الخطة قبل عرضها على الطرفين.
نقلت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة رسائل الى رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس "ابو مازن" تدعوه فيها الى "عدم الخضوع لضغوط رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في كل ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة". واقتبست صحيفة "هآرتس" الالكترونية (السبت 19/4) عن مصادر في الادارة الامريكية قولها ان الهدف من هذه الرسائل "الايحاء لأبي مازن بأنه يتمتع بدعم دولي واسع، وان عليه الاستفادة من هذا الدعم".بالمقابل، تضغط الادارة الامريكية بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" على الحكومة الاسرائيلية لسحب قواتها العسكرية من المدن الفلسطينية، لكي تسهل مهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.
الصفحة 463 من 489