"اسرائيل لن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين، طالما بقي (الرئيس ياسر) عرفات ممسكاً بالخيوط". هذا ما قاله (الاثنين 21/4) وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم، في مكالمة هاتفية مع نظيره الامريكي كولن باول، تناولت العقبات التي تعترض انجاز مهمة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. مع ذلك، فإن التقديرات في اسرائيل ترى ان الرئيس ياسر عرفات، وفي مجابهة الضغوط الدولية غير المسبوقة عليه، سيضطر للتراجع في اللحظة الاخيرة ويسهل مهمة "ابو مازن" في تشكيل حكومته.وبحسب المصادر الاسرائيلية، تركزت المكالمة الهاتفية شالوم – باول في التطورات الاخيرة في السلطة الفلسطينية في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، وقالت هذه المصادر ان شالوم أعرب عن قلقه حيال ما زعم انه "مناورات" من الرئيس ياسر عرفات بهذا الصدد، قائلا: "محظور ان ندع العجلة تعود للوراء لتقوى مكانة عرفات من جديد".
وكتبت "يديعوت احرونوت" (22/4) ان باول "اعرب مجدداً عن تصميم الولايات المتحدة على خلق قيادة فلسطينية جديدة غير مصابة بالارهاب".
وكتبت على لسان مسؤولين كبار في القدس الغربية ان التقديرات في اسرائيل ترى ان الرئيس ياسر عرفات "سيتراجع في النهاية ويتنازل لأبي مازن".
مع ذلك ترددن تقديرات اخرى في القدس الغربية ترى انه "حتى لو شكّل ابو مازن حكومة فسيواصل عرفات تمرير عيشته". واوضحت هذه التقديرات انه "اذا لم يقف ابو مازن برأس الحكومة الفلسطينية، فسيؤخر الامريكيون عرض خارطة الطريق".
وبحسب الصحيفة "كبار اجهزة الامن يدعون ان ياسر عرفات يحاول في الاونة الاخيرة الحث على تنفيذ عمليات ضد اسرائيل". وهم يدعون ان الرئيس عرفات "يعتقد ان عمليات كهذه ستؤخر تقديم التسهيلات للسكان الفلسطينيين، وانها ستعزز مكانته وتضعف ابو مازن".
"في محور الخلاف بين عرفات وابو مازن – كتبت "هآرتس" (22/4) – الصلاحيات التي ستعطى لمحمد دحلان، الذي يسعى ابو مازن لتعيينه مسؤولا عن الامن الوقائي، وهاني الحسن، الذي يحاول إبعاده عن وزارة الداخلية. لكن اوساطا في السلطة اوضحت ان الخلافات عمليا تخص مفهوم الامن في الحكومة الجديدة ومدى استقلالية ابو مازن، في قضايا التبليغ وتنسيق خطواته مع عرفات".
وتقول الصحيفة ان "ابو مازن" معني بصلاحيات خاصة فيما يتعلق بحل تنظيمات فلسطينية مسلحة والتوجه نحو مسار "خارطة الطريق". وبحسب الصحيفة، يرفض الرئيس ياسر عرفات مطلب "ابو مازن" حل "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" وجمع سلاحها، قائلا ان خطوة كهذه "ستؤدي الى حرب اهلية"، وهو يريد عمليا ان يكون "ابو مازن" تابعا لإمرته.
وفي موازاة جهود الوساطة الفلسطينية بين الرئيس والمكلف بتشكيل الحكومة الفلسطينية، تمارس ضغوط هائلة على الرئيس عرفات من جانب الولايات المتحدة واوروبا والدول العربية للتوصل الى اتفاق مع ابو مازن. ونقلت "هارتس" عن مصادر في مكتب الرئيس الفلسطيني قولها ان الرئيس يصد هذه الضغوط "بل انه اغلق سماعة التلفون مرة عندما تحادث مع شخصية اوروبية كبيرة".
وايدت الولايات المتحدة (الاثنين 21/4) اقامة "كابينيت فلسطيني قوي ومؤهل برئاسة ابو مازن"، وبأسرع ما يمكن، وألحت على الفلسطينيين للاسراع بتنصيب حكومة بقيادة رئيس الوزراء المكلف محمود عباس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر "من الضروري جدا ان يعمل الفلسطينيون بصورة ملحة على انجاح عملية تنصيب الحكومة". ودعا باوتشر الفلسطينيين الى "عدم اضاعة هذه الفرصة".
واضاف باوتشر ان "تشكيل حكومة فلسطينية تتمتع بصلاحيات قوية برئاسة ابو مازن وتتعهد القيام بجهود جدية للاصلاح والامن هو في صلب مصلحة الشعب الفلسطيني". واوضح ان واشنطن ترغب بان يختار رئيس الوزراء وزراءه وان "يثبت المجلس التشريعي حكومة تكون قادرة على اتخاذ اجراءات لادخال اصلاحات والعمل بشكل واضح ودائم ضد العنف".
واقتبست وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مصادر كبيرة في الحكومة الاسرائيلية قولها ان الصعوبات التي تجابه "ابو مازن" تعرض للخطر الجهود السياسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل الى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.