مع انتهاء القمة في العقبة، بدأت في كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الاستعدادات للخطوات التالية في العملية السياسية. في اعقاب تصريح رئيس الحكومة ارئيل شارون، (الاربعاء ـ 4/6)، بأن اخلاء البؤر الاستيطانية "غير المجازة" سيتم بشكل فوري، قالت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل ستخلي، قريبا، 15 ـ 20 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية. وتقول التقديرات ان عملية الاخلاء ستبدأ هذا الاسبوع. وفي هذا الاسبوع ايضا، سيعقد لقاء ثالث بين شارون ونظيره الفلسطيني، محمود عباس، للبحث في طرق التقدم في العملية السياسية.
قرر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تعليق عملية تفكيك نحو عشر نقاط استيطان <<عشوائية>>. وقالت المصادر الاسرائيلية ان موفاز الذي كان يعتزم تفكيك عشر نقاط استيطان <<عشوائية>> قرر الابقاء عليها <<في انتظار توضيح وضعها القانوني>>.وفي خطوة رمزية في الاساس قام الجيش الاسرائيلي قبل اسبوع بتفكيك نقطة استيطان <<عشوائية>> قرب الخليل (جنوب الضفة الغربية). وكان الامر يتعلق ببيت متنقل غير آهل.
يسود في الجيش الاسرائيلي الاعتقاد بأن سوريا قد تستجيب، ولو جزئياً فقط، الى الضغط الامريكي الممارس عليها بعد حسم الحرب على العراق. وقدّرت مصادر استخبارية اسرائيلية بأن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيفحص امكانية تقليص نشاط قيادات المنظمات الفلسطينية في دمشق، رغم انها تستبعد ان يقدم على وقفها نهائيًا. وتثير هذه التطورات قلقاً كبيرًا في ايران وبين <<المنظمات الراديكالية الاسلامية المتطرفة>>.بالاضافة الى ذلك، ترى هذه التقديرات ان سوريا قد تسمح بنشر الجيش اللبناني في الجنوب، وهي خطوة لا تزال تؤجل منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان، قبل ثلاث سنوات.
يشكك وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في ان تكون السياسة التي تتخذها السلطة الفلسطينية في <<الحرب على الارهاب>> ستتغير، على رغم تشكيل الحكومة الفلسطينية وتولي ابو مازن رئاستها، وبرأس اجندته وضع حد <<للفوضى الامنية وتعدد السلاح>>.<<عرفات يعتزم بذل قصارى جهده لإفشال ابو مازن>>، قال موفاز خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية (الاحد 4/5). <<قيادة مزدوجة لن تقود الى حرب على الارهاب>>، اضاف.
الصفحة 466 من 489