لم تعقب اسرائيل رسمياً على خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني ابو مازن امام المجلس التشريعي (الثلاثاء 29/4)، الذي عرض فيه الخطوط السياسية والامنية العريضة للحكومة الفلسطينية برئاسته. وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن اوساط سياسية قولها ان المحافل السياسية الرسمية تعتقد "انه سيمتحن في افعاله لا اقواله". لكن هذه الاوساط استشعرت في الخطاب "اموراً مشجعة بهذا القدر او ذاك، لكن ليس علينا ان نوزع عليه العلامات" (هآرتس 30/4).وخلافا للتصريحات الاسرائيلية الرسمية على لسان شارون وغيره، التي ترددت في الاسبوعين الماضيين، لم يحدد الى الان موعد اللقاء المرتقب بين "ابو مازن" وشارون، ونقلت "هآرتس" عن مصادر في مكتب شارون قولها انه "ما زال من السابق لأوانه دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني".
قتل رجلان وامرأة وجرح العشرات، وبضمنهم 11 جندياً وسائحان، في عملية انتحارية وقعت في الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل الاربعاء 30/4، في مقهى Mike's Place الواقع على شاطئ تل أبيب، على مقربة من السفارة الأمريكية في المدينة.ونفذ العملية فلسطيني حمل على جسده كمية متوسطة من المتفجرات. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان كتائب شهداء الاقصى وكتائب القسام تبنتا العملية الانتحارية، وذلك في اتصال هاتفي اجراه شخص قال ان اسمه ابو بارق. وقال ان "هذا الهجوم نفذه شهيد يتحدر من طولكرم (شمال الضفة الغربية) انتقاما لمقتل مازن فريتح، من قادة كتائب شهداء الاقصى قتله مؤخرًا الجيش الاسرائيلي في نابلس، وجاء بتخطيط مشترك بين كتائب الاقصى والقسام".
بحضور 75 من اعضاء المجلس التشريعي الـ 85، افتتح المجلس التشريعي الفلسطيني (الثلاثاء 29/4) في رام الله دورته للتصويت على الثقة بحكومة رئيس الوزراء المكلف محمود عباس (ابو مازن) . وافتتح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسمياً هذه الدورة الاستثنائية في احدى قاعات المقاطعة، المقر العام للسلطة الفلسطينية.وقال احمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في كلمة افتتاحية لة امام المجلس: "نقول للعالم شكراً لكلم على محاولتكم ولكننا الان جميعًا بقيادة الاخ ابو عمار ننتظر ان توفوا بالتزاماتكم، ننتظر ان تتركونا وشأننا، فنحن شعب ناضج من طول المعاناة والنضال الشجاع".
لاحظت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في الأشهر الأخيرة وجود هبوط حاد في المساعدات المالية المقدمة من جمعيات خيرية اسلامية في الخارج الى المنظمات الاسلامية "الراديكالية" (التي تسميها اسرائيل بـ "الارهابية") في الاراضي الفلسطينية. وتعزو الاجهزة المذكورة هذا التحول الى القيود التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى على نشاط تلك الجمعيات على أراضيها.وفي المقابل، يُلاحظ ارتفاع في حجم المساعدات المقدمة الى السلطة الفلسطينية.
الصفحة 459 من 489