المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

نقلت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة رسائل الى رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس "ابو مازن" تدعوه فيها الى "عدم الخضوع لضغوط رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في كل ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة". واقتبست صحيفة "هآرتس" الالكترونية (السبت 19/4) عن مصادر في الادارة الامريكية قولها ان الهدف من هذه الرسائل "الايحاء لأبي مازن بأنه يتمتع بدعم دولي واسع، وان عليه الاستفادة من هذا الدعم".بالمقابل، تضغط الادارة الامريكية بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" على الحكومة الاسرائيلية لسحب قواتها العسكرية من المدن الفلسطينية، لكي تسهل مهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.

وقال الصحيفة ان ادارة الرئيس بوش تطلب من اسرائيل تسريع عملية نقل العائدات المالية التابعة للسلطة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الادارة الامريكية قولهم انهم نقلوا هذه الطلبات في مباحثات مشتركة مع وفد اسرائيلي زار واشنطن مؤخراً وتباحث حول "خارطة الطريق". وقال مسؤولون اسرائيليون شاركوا في المباحثات ان اسرائيل لن تنسحب انسحاباً حقيقياً من المناطق الفلسطينية، "قبل ان يتم العمل على تجريد تنظيمات فلسطينية مسؤولة عن تنفيذ عمليات ضد اسرائيل من السلاح".

وفي يوم الثلاثاء القادم (22/4) تنتهي مهلة الاسابيع الخمسة التي اعطيت لأبي مازن لتشكيل حكومته. وتتزايد الضغوط بهذا الشأن من كل الاتجاهات. وعلى رغم التباينات في وجهات النظر الخاصة بتشكيل الحكومة الفلسطينية، الا ان كبار المسؤولين في السلطة الوطنية قدروا أن "ابو مازن" سيستكمل مهمته في الموعد المحدد.

ومن المنتظر ان تلي تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، الذي أكد في مقابلات صحفيه اخيرة أن الولايات المتحدة ستعمق من دورها في المنطقة بهدف تطبيق خطة "خارطة الطريق".

وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن الثلاثاء 15/4 ان "خريطة الطريق" ستنشر قريبا بدون التعديلات التي طلبتها اسرائيل.

وكان دوف فيسغلاس مدير مكتب شارون قد التقى في واشنطن كوندوليزا رايس المستشارة الرئاسية لشؤون الامن القومي.

وسلم موفد شارون رايس "15 ملاحظة" اسرائيلية على "خريطة الطريق" التي وضعتها لجنة رباعية (الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا، الامم المتحدة) وتنص على انشاء دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005.

وتصر اسرائيل في ملاحظاتها على "وقف الاعتداءات" سواء استهدفت الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة او المستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية المحتلة او المدنيين في اسرائيل نفسها.

وفي نهاية الاسبوع تناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية انباء عن مذكرات وتوصيات اسرائيلية بتقديم "تسهيلات" للفلسطينيين "كبادرة حست نتية تجاه ابو مازن"، قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية انها نقلت الى الولايات المتحدة خلال مباحثات اسرائيلية – امريكية حول "خارطة الطريق"، شهدتها واشنطن مؤخراً.

بل ان رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، ابلغ صحيفة "نيويورك تايمز" أنه سيوجه الدعوة الى "أبو مازن" للقاء به بعد أن يشكل حكومته. وقال إنه "سيستغل انتصار الولايات المتحدة في حربها في العراق لدفع العملية السياسية الى أمام".

وأضاف شارون: "إن أبو مازن ليس عضوًا في الحركة الصهيونية لكنه إنسان منطقي التقيته بضع مرات في السابق. إنه يدرك استحالة كسر إسرائيل بواسطة الإرهاب".

ومضى شارون يقول إن "إسرائيل تتوقع من أبو مازن أن يبذل 100% من الجهد لوقف الإرهاب والتصدي للجهاد الاسلامي وحماس وباقي الفصائل المسلحة".

ونقلت "يديعوت احرونوت" الالكترونية (الجمعة 18/4) عن مصدر أمني فلسطيني رفيع المستوى قوله أن "جهازًا أمنيًا فلسطينيًا جديدًا يقام في هذه الأيام في السلطة الفلسطينية"، كخطوة تمهيدية نحو تشكيل حكومة أبو مازن. وسيتخصص الجهاز الجديد بمحاربة "الانفلات الأمني".

وحسب أقوال المصدر الفلسطيني، <<يعمل في الجهاز رجال أمن فلسطينيون لم يشتركوا في عمليات ضد إسرائيل>>. وحسب هذا المصدر، يتلقى المجندون في هذا الجهاز لتدريبات مكثفة، وبعض التدريبات تجري في محيط المقاطعة في رام الله.

ومضت "يديعوت احرونوت" تقول ان أربعة مدربين مصريين وصلوا إلى رام الله في الأيام الأخيرة يقودون التدريبات العسكرية في الجهاز الجديد. وفي هذه المرحلة يرئس هذا الجهاز ضابطان فلسطينيان رفيعا المستوى، برتبة عقيد، رفض المصدر الفلسطيني ذكر أسمائهما.

وذكر المصدر الفلسطيني أن مفاوضات تجري بين إسرائيل والفلسطينيين حول انسحابات عينية للجيش الإسرائيلي ودخول قوات الأمن الفلسطينية إلى بعض المناطق التي سيتم إخلاؤها بشكل تدريجي. مع ذلك، أشار المصدر الفلسطيني إلى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الجانبين.

وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى للصحيفة المذكورة إن حكومة أبو مازن <<ستكون مصممة على وضع حد للفوضى والوضع الأمني الصعب الذي يسود في السلطة الفلسطينية ولن تتردد في القيام باعتقال قادة ونشطاء بارزين من الفصائل الفلسطينية الذين لا يخضعون لسيطرة السلطة الفلسطينية>>. وأعرب هذا المصدر عن أمله بأن <<تتصرف الفصائل الفلسطينية بمسؤولية وأن تفهم الظروف والالتزامات التي تفرض على السلطة بشكل خاص>>. وأضاف المصدر: <<إذا لم تتصرف الفصائل الفلسطينية بمسؤولية، فستتخذ السلطة إجراءات فعالة، حتى لو كانت مؤلمة>>.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس, تلي, الصهيونية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات