بقلم: حلمي موسى
بات واضحا الآن، أكثر من أي وقت مضى أن فضيحة الفساد في "الليكود" ليست زوبعة في فنجان، وأن الرياح التي هبت من مركز الليكود تهدد بإسقاط أرييل شارون. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية نيتها تقديم نائبة الوزير نعومي بلومنتال الى المحاكمة تدافع أنصار أرييل شارون لإظهاره كضحية لـ <<مؤامرة سياسية قذرة>>. ولكن الجمهور الإسرائيلي لم ينتظر مواقف القضاة ومرافعات المحامين فأصدر حكما قاطعا: لم يعد شارون رجل الإجماع.
منذ الأيام الأولى التالية لقمة العقبة بدا اريئيل شارون، كيف نقولها، مثيرًا للإهتمام. ليس لأنه أطلق العنان لإبداع سياسي ما، بحيث تفتّق ذهنه عن خطة سياسية خارقة للوصول الى هامش تسوية في المنطقة، ولا لأنه مرّ انقلابًا ذهنيًا في جيله السبعيني الذي يفترض في العادة أن يزيد صاحبه رويّة وحكمة وسعة صدر وصبر.
لم يكن مقدرا للهدنة التي أعلنها الفلسطينيون، في أواخر يونيو الماضي، الاستمرار بل على العكس من ذلك، إذ أن هذه الهدنة استمرت أكثر بقليل مما يجب، بحسب التوقعات. واللافت أن هذه الهدنة تم الإعلان عنها بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لعبد العزيز الرنتيسي، القائد في حماس، وانتهت بعيد اغتيال إسرائيل لإسماعيل أبو شنب، أحد قياديي حماس، في غزة.
الصفحة 57 من 81