الالتفاف الإسرائيلي على التسوية
(حق العودة نموذجاً)
بقلم: ماجد كيالي
الجدار. إنه المسؤول عن كل شيء. عن انعدام الأمن، والانحدار بقوة للفقر والبطالة، والشعور الثقيل بالاحباط، وصعوبة حل المشاكل المتراكمة كمّا وكيفًا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفشل كل المحاولات للوصول الى حدّ أدنى من الاستقرار. إنه المسؤول الوحيد. ليس أنه مذنب، حاشا وكلا، بل إن غيابه الذي يمنع حلول نعمته الكامنة فيه، هو ما يبقي هذا الصراع على ما هو عليه من هَمّ ودم.
العنوان الجديد للعبة السياسية في "الشرق الأوسط"، لهذه المرحلة، هو خطة "خريطة الطرق"، التي دفنت اتفاقات "أوسلو" نهائيا، رغم عدم اختلافها عنها كثيرا، من حيث الجوهر. وهذه الخطة، بدورها، تترك الأمور في أيدي الطرفين المتفاوضين (أي في أيدي الطرف الإسرائيلي)، وتتملّص من طرح تصور لحل القضايا الأساسية للصراع (اللاجئون، القدس، المستوطنات، الحدود).
انطباعي أن الكثيرين من العرب اليوم يشعرون بأن ما يحصل في العراق منذ شهرين لا يقل عن كارثة كبرى. نعم، لقد كان نظام صدام حسين من كل الوجوه جديراً بأشد الاحتقار ومستحقاً للتدمير. كما من الصحيح أن الكثيرين شعروا بالغضب ازاء المدى المذهل الذي وصله النظام في الوحشية والتسلط، وما جاء به للعراقيين من عذاب. لا شك أيضاً أن الكثير من الحكومات والأفراد تواطأ على ادامة صدام حسين في السلطة، وتجاهل ممارساته تجاه العراق والعراقيين.
الصفحة 61 من 81