أصدرت حكومة إسرائيل، في 19 أيار الفائت، تقريرا قالت فيه إنه توجد مؤشرات كثيرة تبيّن أن الطفل الفلسطيني محمد الدرة، الذي استشهد في نهاية شهر أيلول العام 2000، في بداية الانتفاضة الثانية، ووالده جمال، "لم يصابا بأعيرة نارية خلال الحدث" الذي شاهده العالم كله على شاشات التلفاز يومها.
وادعى التقرير الإسرائيلي أنه على عكس التقرير الذي نشرته شبكة "فرانس 2" التلفزيونية، حينذاك، وأكد أن الدرة قُتل بنيران القوات الإسرائيلية، فإنه لدى مراجعة شريط تصوير الفيديو الكامل حول الاشتباك المسلح بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين تبيّن في نهاية الشريط أن "محمد الدرة كان لا يزال حيا".
صعّد قادة جهاز الأمن الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، تهديداتهم ضد سورية. وجاءت هذه التهديدات في أعقاب إطلاق النار من موقع للجيش السوري باتجاه دورية للجيش الإسرائيلي عند خط وقف إطلاق النار وفصل القوات في هضبة الجولان. ورد الجيش الإسرائيلي على ذلك بإطلاق صاروخين من طراز "تموز" (الأول أخطأ الهدف) باتجاه الموقع السوري ما أدى إلى تدميره. وأعلنت دمشق أن قواتها استهدفت سيارة عسكرية إسرائيلية ودمرتها، فيما نفت إسرائيل ذلك وقالت إن السيارة تضررت بشكل طفيف بعد أن أصابتها عدة عيارات نارية.
خلفية تاريخية
يرى فريق من الإسرائيليين أنه لم تعد هناك إمكانية لتطبيق حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. ولذلك فإنه يدعو إلى تطبيق حل الدولة الواحدة بين النهر والبحر، أو ما يعرف أيضا باسم "الدولة ثنائية القومية"، العربية واليهودية. وتنتمي الغالبية العظمى في هذا الفريق إلى معسكر "أرض إسرائيل الكاملة"، وهناك أقلية صغيرة فيه تنتمي إلى معسكر "اليسار الراديكالي"، وهو معسكر صغير في إسرائيل، وليس ممثلا في الكنيست.
عيّن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في شهر نيسان الفائت، المدعى العام العسكري السابق، اللواء في الاحتياط أفيحاي مندلبليت، سكرتيرا للحكومة خلفا لتسفي هاوزر. والملفت في هذا التعيين هو أن مندلبليت ينتمي إلى التيار الصهيوني – الديني اليميني المتطرف. وبهذا التعيين يزداد عدد المستشارين والمساعدين في مكتب نتنياهو. فقد برز منذ توليه رئاسة الحكومة، في ولايته السابقة ومنذ العام 2009، أن نتنياهو أحاط نفسه بأشخاص ينتمون إلى هذا التيار وأبرزهم مستشار الأمن القومي، اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور.
ألقى رئيس حزب "يوجد مستقبل" ووزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، يوم الاثنين الماضي، خطابا شديد اللهجة هاجم فيه الحريديم (اليهود المتشددين دينيًا)، وطالبهم بالخروج إلى العمل، وهدد بتقليص المخصصات المالية التي يحصلون عليها.
وفي موازاة ذلك، تعهد لبيد، في اليوم التالي، بإنزال ضربات اقتصادية ستستهدف، بالأساس، الطبقة الوسطى.
ورأى البعض أن لبيد يحاول أن يغلف الضربات الاقتصادية بمهاجمة الحريديم، وأن هذا الهجوم يهدف إلى صرف الأنظار عن الضربات الاقتصادية المتوقعة.
أعاد الصاروخان اللذان سقطا في مدينة إيلات، يوم الأربعاء الماضي – 17.4.2013، الأوضاع الأمنية المتصاعدة عند حدود إسرائيل إلى مركز النقاش. وتسود التخوفات في إسرائيل من أن هجمات من هذا النوع، لن تبقى محصورة عند الحدود الجنوبية، وإنما يتوقع أن تحدث هجمات صاروخية مشابهة، ضد أهداف إسرائيلية، عند منطقة خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، الذي تعتبره إسرائيل بمثابة حدودها مع سورية.
وعلى الرغم من أن بعض التحليلات الإسرائيلية وجهت اللوم إلى مصر في أعقاب إطلاق الصاروخين على إيلات، إلا أن القلق الإسرائيلي يتناول هوية الجهات المسلحة التي تطلق هذه الصواريخ. وهذه المرة هي السابعة التي يتم فيها إطلاق صواريخ باتجاه مدينة إيلات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. ومشكلة إسرائيل الأكبر مع هذه الهجمات تكمن في أنها تنفذها تنظيمات تنتمي إلى ما يسمى بالجهاد العالمي، وتدور في فلك تنظيم القاعدة، وهذه التنظيمات معادية للأنظمة في الدول التي تنشط فيها، مثل مصر وسورية، وفي حالة الأخيرة تحارب هذه التنظيمات من أجل إسقاط نظام الحكم.
الصفحة 47 من 61