عيّن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في شهر نيسان الفائت، المدعى العام العسكري السابق، اللواء في الاحتياط أفيحاي مندلبليت، سكرتيرا للحكومة خلفا لتسفي هاوزر. والملفت في هذا التعيين هو أن مندلبليت ينتمي إلى التيار الصهيوني – الديني اليميني المتطرف. وبهذا التعيين يزداد عدد المستشارين والمساعدين في مكتب نتنياهو. فقد برز منذ توليه رئاسة الحكومة، في ولايته السابقة ومنذ العام 2009، أن نتنياهو أحاط نفسه بأشخاص ينتمون إلى هذا التيار وأبرزهم مستشار الأمن القومي، اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور.
والصهيونية - الدينية، أو المتدينون - القوميون أو معتمرو القلنسوة النسوجة، هم تيار أيديولوجي داخل الحركة الصهيونية ويستمد أفكاره الصهيونية من الفكر الديني اليهودي. وترى الصهيونية – الدينية أن تأييد "القومية اليهودية" وإقامة دولة لليهود نابعان من التوراة. وخلافا للحريديم، الذين يرون أن "خلاص الشعب والأرض" سيتم بعد مجيء المسيح المنتظر، فإن الصهيونية – الدينية تؤمن بالفعل البشري النشط من أجل تحقيق سيادة يهودية من خلال الدمج بين "توراة إسرائيل وشعب إسرائيل وأرض إسرائيل".
تاريخ التيار الصهيوني - الديني
يشير باحثون في الحركة الصهيونية إلى أن جذور الصهيونية – الدينية، كتيار يستند إلى الفكر الديني اليهودي، يعود إلى الفترة التوراتية، لكن يتم التعامل بشكل عام مع هذا التيار على أنه جزء من "حركة النهضة القومية اليهودية" التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر.
وهناك آباء عديدون للتيار الصهيوني – الديني، إلا أن أبرزهم هو الحاخام أبراهام إسحاق هكوهين كوك، الذين كان حاخام يافا والمستوطنات اليهودية المجاورة لها قبل النكبة، وأصبح الحاخام الأشكنازي الرئيس الأول بعد قيام إسرائيل. وأصبح تلاميذه وتلاميذ تلاميذه القوة المركزية في التيار الصهيوني – الديني ونشطوا في مجال الاندماج في الحياة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، كما أصبحوا قادة المستوطنين بعد العام 1967.
وتتلخص فكرة الحاخام كوك في أن "الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل هو بداية الخلاص"، وأن الهجرة إلى فلسطين، ولاحقا إلى إسرائيل، هي بمثابة فريضة على جميع اليهود في العالم. وقد اعتبر أن الصهيونية هي جزء من "خطة إلهية" موجهة من أعلى، ولذلك فإنها ليست إلحادا رغم أنه يقودها علمانيون. وجاء ادعاء كوك ردا على رؤية الحريديم المعارضين للصهيونية بأنه لا ينبغي منح الحركة الصهيونية أي معنى ديني لأن قيادتها علمانية ولا تستند إلى مشاعر دينية أو إلى الإيمان بالرب. ورغم اعتراف كوك بذلك إلا أنه اعتبر أن الصهيونيين هم "أداة بأيدي الرب وينفذون إرادته، ألا وهي إحياء الييشوف في أرض إسرائيل، رغم أنهم لا يعون ذلك. وبذلك فإنهم يقربون الخلاص وقدوم المسيح المنتظر". كما اعتبر كوك أن العلمانيين "سيكتشفون في أحد الأيام أن أفعالهم كانت بتوجيه من الرب وسيعودون إلى إيمانهم الديني".
إضافة إلى ذلك، دعا كوك أنصاره إلى عدم التقوقع وإنما الاندماج في المجتمع العام اليهودي، والدمج بين الحياة العملية والحياة الدينية ودراسة التوراة، وشمل مضامين علمانية في التعليم الديني.
وفي السنوات الأولى التي أعقبت قيام إسرائيل، كانت مكانة الصهيونيين – الدينيين في الحضيض، وشعر كثيرون منهم بأن مستواهم أدنى من الحريديم، لأنهم أقل تدينا، وأدنى من العلمانيين بسبب نسبتهم الضئيلة في مواقع التأثير في الجيش والسلك الحكومي.
وكان يمثل هذا التيار في الحكومة حزب "همزراحي". وفي العام 1955، اتحد "همزراحي" مع حزب "هبوعيل همزراحي" من أجل تأسيس الحزب القومي الديني، المعروف باسم "المفدال". ومنذ ذلك العام أصبح "المفدال" شريكا في جميع الحكومات الإسرائيلية، حتى منتصف سنوات الألفين. وهذا الجمهور مُمثل اليوم بحزب "البيت اليهودي"، الذي يشكل أعضاء "المفدال" المنحل قسما منه.
اتساع حضور وتأثير الصهيونية – الدينية
وارتفع شأن التيار الصهيوني – الديني في أعقاب حرب العام 1967، وبعد احتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء. فقد أقام نجل كوك، الحاخام تسفي يهودا كوك، المعهد الديني الكبير "ييشيفاة ميركاز هراف" في القدس، وتأسست حركة "غوش إيمونيم" وبدأت عملية الاستيطان في الأراضي المحتلة. وعلى أثر ذلك، تحول هذا التيار من حركة تسير في فلك حزب العمل إلى حركة تجر خلفها رؤساء حكومات من أجل تطبيق فكرة "الاستيطان في أرض إسرائيل الكاملة".
كذلك أصبح أتباع التيار الصهيوني – الديني الجهة القيادية في سلك التربية والتعليم. وأقاموا مؤسسات تعليمية ودينية خاصة بهم وتولوا مناصب حاخامي المدن، وكان ذلك أحيانا على حساب الحريديم. وبعد أن أسس الصهيونيون – المتدينون المدارس الدينية الثانوية والمعاهد الدينية التمهيدية للخدمة العسكرية أصبح حضورهم وتأثيرهم العام يتسع بشكل كبير.
وتعود أسباب اتساع تأثير الصهيونية – الدينية في الحيز العام الإسرائيلي إلى تزايد انخراط شبانهم في الجيش. وهذا الانخراط ليس في الجيش وحسب، وإنما أيضًا في الوحدات القتالية، التي تعتبر وحدات النخبة، وبالتالي حصل أبناء هذا التيار على رتب عسكرية عالية وتولوا مواقع قيادية في الجيش. وفي السنوات الأخيرة وصل أحد الضباط من أبناء هذا التيار، وهو اللواء يائير نافيه، إلى منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ورغم أنه تسرح من الجيش قبل بضعة شهور، إلا أنه أحد مرشحين لتولي منصب رئيس هيئة أركان الجيش خلفا لرئيسها الحالي بيني غانتس.
مستوطنون في الحكومة والكنيست
يعتبر التيار الصهيوني – الديني أحد أكثر التيارات تأثيرا على السياسة في إسرائيل. ويتبين من تدقيق في تركيبة الحكومة والكنيست، أنه يوجد في حكومة إسرائيل ستة وزراء ونواب وزراء من المستوطنين على الأقل، هم: وزير الدفاع موشيه يعلون، ويسكن في مستوطنة "مكابيم – ريعوت"؛ وزير التربية والتعليم شاي بيرون، ويسكن في مستوطنة "أورانيت"؛ وزير الإسكان أوري أريئيل، ويسكن في مستوطنة "كفار أدوميم"؛ نائب الوزير أوري أورباخ، ويسكن في مستوطنة "موديعين" (التي تقرر مؤخرا اعتبارها مستوطنة لأن معظمها مقام في الأراضي الواقعة خارج الخط الأخضر)؛ نائب الوزير إيلي بن داهان ويسكن في مستوطنة "هار حوماه"، في جبل أبو غنيم في جنوب القدس الشرقية؛ نائب وزير الخارجية زئيف ألكين، ويسكن في مستوطنة "كفار إلداد".
ويبلغ عدد النواب الحاليين في الكنيست الذين يسكنون في المستوطنات 16 نائبا على الأقل، بينهم المذكورون أعلاه. وهم ينتمون إلى أكثر من حزب. وبين النواب المستوطنين هناك نائب عن حزب العمل، هو حيليك بار، الذي يتولى منصب مدير عام حزب العمل، ويسكن في مستوطنة "بسغات زئيف" في شمال القدس الشرقية. كما أن رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، هو مستوطن يسكن في "نافيه دانيئيل"، التي تعتبر مستوطنة "معزولة" كونها تقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى.
والملفت أن التأثير والمواقع العامة التي يحتلها الصهيونيون – الدينيون أكبر بكثير من عددهم ونسبتهم. وتفيد الإحصائيات بأن عددهم يتراوح ما بين 700 ألف إلى مليون، أي أن نسبتهم تقارب 10% من السكان في إسرائيل. وهم يشكلون أغلبية كبيرة بين حوالي 320 ألفا يسكنون في المستوطنات. ولذلك فإن الكثيرين من السياسيين الإسرائيليين، خاصة من أحزاب اليمين، مثل حزب الليكود الحاكم، يزورون المستوطنات بشكل دائم، كون التيار الصهيوني – الديني حاضرا في الليكود وبقوة. وليس صدفة أن رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، وهو حزب يمين – وسط، بدأ حملته الانتخابية من "الجامعة" في مستوطنة "أريئيل".
الصهيونية - الدينية والجيش الإسرائيلي
لكن التيار الصهيوني – الديني لديه تأثير أعمق في إسرائيل، ويتمثل في حضوره الهام في الجيش. ووفقا لكتاب صدر مؤخرا في إسرائيل بعنوان "بين القلنسوة والبيرية – الدين، السياسة والجيش في إسرائيل"، وتناول موضوع تزايد الأسس الدينية داخل الجيش الإسرائيلي، فإنه في نهاية سنوات الثمانين وبداية سنوات التسعين بدأ يتراجع الحافز لدى أبناء الطبقة الوسطى – العليا الأشكنازية للتجند للجيش. ويصف الباحث ياغيل ليفي، في الكتاب، هذه الحالة بأنها "أزمة معنوية".
ورأى ليفي أن هذه "الأزمة المعنوية" أحدثت بالنسبة للجيش الإسرائيلي نقصا في القوى البشرية في بُعدين. وفي البعد الأول، حدث نقص في القوى البشرية النوعية من حيث احتياجات تفعيل الجيش، وذلك في الوقت الذي انتقل فيه الجيش الإسرائيلي إلى الاعتماد أكثر على التكنولوجيا المتطورة والأسلحة الذكية التي تستوجب وجود جنود بمستوى تعليمي وتكنولوجي عالي. وفي البعد الثاني، نشأ نقص في الجنود الذين لديهم الحافز والدافع للانخراط في الخدمة العسكرية لأسباب قيمية ومعيارية.
ومن أجل سد النقص في البعد الأول لجأ الجيش إلى حل المكافأة المالية للجنود، من خلال دفع رواتب أو إعطاء منح دراسية لمواضيع تكنولوجية. ومن أجل حل النقص في البعد الثاني، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى حل يتمثل في زيادة الاعتماد على مجموعات اجتماعية أخرى إلى جانب أبناء الطبقة الوسطى – العليا الأشكنازية، أي على مجموعات الشبان المتدينين.
وأشار محررا الكتاب، رؤوفين غال وتامير ليبِل، إلى أنه منذ بداية سنوات التسعين، وفي موازاة "الأزمة المعنوية" التي أثارت قلق قيادة شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، بدأ يبرز ارتفاع ملموس في الدافع لدى أبناء التيار الصهيوني – الديني إلى الخدمة في الجيش. وتم التعبير عن هذا الدافع المتزايد لدى أبناء الصهيونية – الدينية في جميع "مؤشرات المعنويات" الستة، التي بدأ يبرز انخفاضها لدى المجندين العلمانيين. وهذه المؤشرات الستة هي:
1. المعنويات العالية للتجند للجيش.
2. المعنويات العالية للتطوع للوحدات القتالية النخبوية.
3. المعنويات العالية لمواصلة الخدمة العسكرية حتى نهايتها.
4. المعنويات العالية للوصول إلى رتبة ضابط.
5. المعنويات العالية خلال العمليات القتالية.
6. المعنويات العالية للانتقال إلى الخدمة العسكرية الدائمة بعد إنهاء فترة الخدمة الإلزامية.
وكتب غال وليبل أن التعبير عن المعنويات العالية لدى أبناء الصهيونية – الدينية أدى إلى بروزهم المتزايد في كل واحدة من مراحل خدمتهم العسكرية، وأدى أيضا إلى بروز هذه الظاهرة في الإعلام. وعلى خلفية الانخفاض المتواصل في معنويات العلمانيين، "برزت المعنويات ’الأيديولوجية’ لشبان ’القلنسوات المنسوجة’".
ومنذ بداية التسعينات بدأت تبرز ظاهرة تجند شبان الصهيونية – الدينية بشكل مكثف جدا لوحدات النخبة، التي كانت معقل العلمانيين في الماضي. ووفقا للكتاب فإنه "بموجب أيديولوجية التيار الصهيوني – الديني، فإن الخدمة في الجيش الإسرائيلي ليست واجبا مدنيا وحسب وإنما هي فريضة دينية أيضًا". وعلى ضوء ذلك، فقد ازداد عدد المعاهد الدينية التي تمهد للخدمة العسكرية من 6 معاهد يتعلم فيها 700 طالب في كل عام، في العام 1997، إلى 34 معهدا يتعلم فيها 1600 طالب سنويا في العام 2008.
وتشير المعطيات إلى أنه في نهاية سنوات السبعين وبداية سنوات الثمانين كان أبناء الصهيونية – الدينية يخدمون في وحدات تابعة لسلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي. لكن في النصف الثاني من الثمانينيات، وخاصة بعد الانتفاضة الأولى، اتسعت دائرة الوحدات العسكرية التي تطوعوا للخدمة فيها وأصبحت تشمل ألوية المشاة والوحدات الخاصة.
ومنذ التسعينات أصبح ينهي 3 – 5 جنود من الصهيونية – الدينية سنويا مسار التدريبات في كل واحدة من فرق "سرية هيئة الأركان الهامة"، وهي وحدة كوماندوس النخبة في الجيش الإسرائيلي، وفي وحدة كوماندوس "شالداغ"، التي تنحصر مهمتها في تنفيذ عمليات استطلاع في أراضي "العدو". وأحد هؤلاء هو رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت.
كذلك أصبحت سرية لواء "غولاني"، في هذه الفترة، معقل أبناء الصهيونية – الدينية. وهناك فرق في هذه السرية توجد فيها أغلبية من الجنود الذين ينتمون لهذا التيار.
وأشار غال وليبل إلى أنه في إحدى وحدات النخبة كان يخدم فيها جنديان متدينان في نهاية السبعينيات، لكن هذا تغير بشكل كبير في منتصف التسعينيات، عندما أصبح أبناء الصهيونية – الدينية يشكلون 40% من قادة الفرق في هذه الوحدة وأكثر من 30% من ضباط القيادة العليا فيها.
انعكاسات سياسية
وتناول الباحث عمير بار – أور في الفصل الذي كتبه في "بين القلنسوة والبيرية" أداء الجنود من التيار الصهيوني – الديني في حال تم التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، تشمل الانسحاب من الضفة الغربية وإخلاء مستوطنات. ورأى الباحث أنه على الرغم من أن سيناريوهات مثل حدوث انقلاب عسكري أو نشوب حرب أهلية في إسرائيل بمبادرة أوساط دينية – قومية يهودية، في إثر تطورات سياسية كهذه، هي أمر مستبعد، إلا أنه شدد على أن هذه السيناريوهات موجودة في "الوعي الجماعي" الإسرائيلي.
وأضاف بار – أور أنه في موازاة ذلك، تجري في أوساط الصهيونية – الدينية تحولات داخلية تقدس "أرض إسرائيل الكاملة" وعدم الانسحاب من أي جزء منها وتفضل ذلك على "وحدة الشعب"، وتطرح تساؤلات حول تعاملها مع أوامر في سياق الانسحاب والإخلاء صادرة عن مؤسسات الدولة. ويذكر أنه حدثت حالات، خاصة خلال تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة في صيف العام 2005، رفض فيها جنود من التيار الصهيوني – الديني تنفيذ أوامر عسكرية بإخلاء مستوطنات انصياعا لفتاوى أصدرها حاخامون في هذا التيار.
ورأى بار – أور أن عملية زيادة التدين في الجيش الإسرائيلي تحركها سياسة موجهة من جانب القيادة الصهيونية – الدينية، هدفها زيادة حضور أصحاب "القلنسوات المنسوجة" في قيادة الجيش وكسب تأثير سياسي يمنع اتخاذ قرارات سياسية فيما يتعلق بحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
كذلك أشار محللون إسرائيليون إلى تزايد عدد الوزراء ونواب الوزراء ونواب الكنيست الذين يسكنون في المستوطنات. ويصرح معظم هؤلاء السياسيين بأنه يعارض انسحاب إسرائيل من الضفة. ولفتت المدونة الإسرائيلية طال شنايدر إلى أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – فلسطيني، في إطار التسوية، على تبادل أراض، مقابل إبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت سيطرة إسرائيلية، فإن هؤلاء السياسيين المستوطنين سيرفضون إخلاء مستوطنات "معزولة"، خاصة وأن قسما منهم يسكن فيها.
والصورة الواضحة حاليا تشير إلى أنه يتزايد عدد المستوطنين، من أتباع التيار الصهيوني – الديني، في مكتب نتنياهو وتحالفه الحكومي. وقد تذرع نتنياهو في الماضي بأنه لا يستطيع التقدم في عملية سلام لأنه حكومته ستسقط. وفي الواقع هذه ليست مجرد ذريعة، فقد انتقل التيار الصهيوني – الديني من الهامش إلى مركز المؤسستين السياسية والعسكرية وصناعة القرار الإسرائيلي.
هذا التقرير ممول من قبل الاتحاد الأوروبي
"مضمون هذا التقرير هو مسؤولية مركز "مدار"، و لا يعبر بالضرورة عن آراء الاتحاد الاوروبي"