تقرير: فراس خطيب
كان الاحد يوماً أسود إن لم يكن حالك السواد في السجل السياسي لرئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، ولعل أبرز سمات العسر تمثلت في عدم توصله الى حصر التأييد المطلوب لتمرير خطة "فك الإرتباط"، هذه الخطة التي تحولت أيضًا في الآونة الأخيرة من قضية في سياق الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني المطروح على طاولة الحكومة إلى حرب شاملة ومصيرية وعراك حزبي ليكودي داخلي يجمع شارون ووزير ماليته، بنيامين نتنياهو، على حلبة واحدة.
أفادت مصادر صحافية إسرائيلية أن رئيس الأركان ووزير المواصلات الأسبق، أمنون ليبكين شاحاك إنضم أخيراً إلى قافلة كبار العسكريين والساسة الإسرائيليين المتقاعدين المشتغلين في حقل التجارة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أوردت هذا النبأ في عددها الصادر اليوم (الإثنين) إن الجنرال (إحتياط) ليبكين شاحاك "يجرب حظه" حالياً في قطاع تجارة أجهزة الهواتف النقالة (بعدما تعثر وفشل في "قطاع السياسة"). وأضافت الصحيفة الأوسع انتشاراً في إسرائيل أنها علمت أخيراً بأن ليبكين شاحاك أقام بواسطة شركة خاصة يملكها، شركة ( إي . تي . إل . إس) وبالإشتراك مع شركة "كلانيت هايتيك"، شركة تجارية جديدة إسمها AMOI – يزرائيل، تعمل في مجال تسويق أجهزة الخلوي، ويرأس مجلس إدارتها شلومو فاكس، المدير العام السابق لوزارة الإتصالات، التي تولى شاحاك حقيبتها في عهد حكومة رابين الأخيرة.
وأشارت إلى أن الشركة الجديدة AMOI ستعمل في تسويق وتوزيع أجهزة خليوية متطورة مجهزة بتقنيات تتلاءم مع شبكتي "سلكوم" و "بارتنر"، وستكون صاحبة الإمتياز الوحيد لترويج منتجات الشركة الصينية AMOI ELECTRONICS، في إسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
بقلم: حلمي موسى
منذ اللحظة الاولى التي أعلن فيها أريئيل شارون، في أواخر العام الفائت، نيته عرض خطة سياسية تقوم على مبدأ إخلاء مستوطنات في قطاع غزة، بدا واضحا انه يخوض مقامرة حياته. فالرجل الذي بنى سيرة حياته وسمعته على اساس التقدم و"الاختراق" وإنشاء المستوطنات يجد في أواخر حياته ان لا حل سوى ب"الفصل" وإخلاء مستوطنات. وحينها اعلن المراقبون ان مهمة شارون، ان كان صادقا فيما يعلنه، لن تكون سهلة وان احتمالات الفشل فيها اكثر من احتمالات النجاح.
سيضطر المستشار القانوني للحكومة، ميني مزوز، إذا ما قرر عدم تقديم لائحة إتهام ضد رئيس الوزراء، أريئيل شارون، بتلقي الرشوة في قضية "الجزيرة اليونانية" وقضية الأراضي في مستوطنة "غينتون" قرب اللد، إلىالقفز عن عائقين صعبين. الأول هو لائحة الإتهام التي ألقاها طاقم النيابة العامة في ملعبه. والثاني لائحة الإتهام التي قدمتها النيابة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي ضد (رجل الأعمال) دافيد أبيل، التي ينسب له فيها تقديم الرشوة "مباشرة" لرئيس الوزراء عن طريق نجله جلعاد شارون.
الصفحة 825 من 1047