عندما نشرت صحيفة "معاريف"، في اواخر الشهر الماضي، نبأ الدعوى التي رفعها الجنرال عاموس جلعاد ضد الدولة اليهودية مطالبا بتعويض عن الاستنزاف الذي أصابه من عمله الاستخباري، رد عليه عضو الكنيست يوسي سريد بأنه يطالب بتعويض أكبر جراء الاستنزاف الذي أصابه وهو يفند آراء جلعاد. والواقع انه لم يكن سريد وحده من رد على جلعاد، بل كان هناك العشرات من الكتاب والصحافيين ورجال الجيش السابقين. وكان واضحا ان الردود لا تخلو من تشف برجل عانى الكثيرون من "سلاطة لسانه". والأوضح ان اليسار الاسرائيلي رأى طوال الوقت في طروحات جلعاد "الاسناد المهني" لسياسة اليمين الاسرائيلية، ليس فقط ضد الفلسطينيين، وإنما كذلك ضد العراق وسوريا وايران.
قال وزير المالية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن أي حزب يرغب في الانضمام إلى الحكومة عليه القبول بسياستها المالية، فيما ترأس رئيس الحكومة الاسرائيلي، اريئيل شارون، اجتماعا للحكومة التي تضم للمرة الاولى في تاريخ دولة اسرائيل ممثلين عن حزب واحد هو الليكود الذي يتزعمه.
وخلال مؤتمر لرجال الاعمال في تل أبيب، قال نتنياهو "أنا هنا للقول بأن على (السياسات الاقتصادية) أن تستمر". وأضاف "على كل من يأتي إلى الحكومة القبول بسياساتها".
كتب حلمي موسى:
تعيش إسرائيل أكثر الأوضاع غرابة. فمنذ شهور طويلة وحكومة شارون تعيش على الوقت الضائع. فهي حكومة يمينية بامتياز ولكنها مضطرة لأن تبقى اعتماداً على دعم "اليسار" لها أو على الأقل جراء عجز هذا اليسار عن تشكيل بديل حقيقي لها. وهي حكومة لا يرغب فيها اليمين في البقاء وحده لأنه أعجز من أن يفلح في مواجهتها بهذه التشكيلة. ومع ذلك فإن هذا اليمين يريد بقاء "اليسار" خارج الحكومة وأن يفسح له المجال لفعل كل ما يريد.
تقرير جمعية "سيكوي" 2004: الدولة قادرة على تحقيق المساواة اذا ما ارادت ذلك
الصفحة 820 من 1047