كتب أسعد تلحمي:
أثارت انتقادات شديدة وجهها زعيم حركة "شينوي" وزير العدل، يوسف لبيد، لممارسات جيش الاحتلال في رفح، حنق رئيس الحكومة اريئيل شارون وأقطاب اليمين لإدراكهم ان من شأن هذه الإدانة من فم لبيد ان تمس بالجهود الإعلامية للدولة العبرية لتبرير جرائم هدم المنازل وقتل مدنيين أبرياء.
تمثل عملية "قوس قزح" الإسرائيلية في مخيم رفح عودة كاملة الى نقطة الصفر بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون. فالرجل الذي بدأ حياته العسكرية كقائد ميداني في معركة اللطرون وكاد يخسر نفسه بعد ان خسر رفاقه في المجموعة، أفلح في نيل المجد العسكري فقط بفضل "العمليات الانتقامية". وقد جرت بلورة سياسة العمليات الانتقامية في عامي خمسة وخمسين وستة وخمسين لمواجهة ظاهرة العمليات الفدائية من الضفة والقطاع. وقامت هذه السياسة على قاعدة تكبيد المدنيين الفلسطينيين خسائر كبيرة تقود الى الضغط على القيادتين المصرية والأردنية لإعادة النظر وإيقاف ظاهرة العمل الفدائي.
في تقرير إنفردت بنشره صحيفة "معاريف" (الجمعة 20/5) تناولت الصحفية حين كوتس- بار وبإسهاب قضية سجن "نفحة" المحتجز في داخله المئات، فقط من السجناء الفلسطينيين الأمنيين في البلاد. هذا السجن الذي شهد أحداثاً "مخلة بالنظام"، على حد قول المسئولين، في الآونة الأخيرة، كان أبرزها إختطاف ضابط على أيدي سجناء "أشبعوه ضرباً" كما جاء في التقرير، ورموه من بعدها خارج الزنزانة، قبل وصول "وحدة مسادا" التي تشكلت خصيصاً لقمع إرادة السجناء الأمنيين.
في موازاة إمعان آلة الحرب الإسرائيلية دماراً وبطشا وقتلا في منطقة رفح الفلسطينية، ركزت وسائل الإعلام الاسرائيلية على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، "يواصل مساعيه وجهوده الحثيثة" لإيجاد مخرج سياسي لائق من المستنقع الذي غرق فيه وقواته في قطاع غزة، محاولا ابتكار أفكار جديدة تمكنه من تجاوز نتائج استفتاء الليكود حول خطة فك الارتباط، تشجعه على ذلك الأغلبية الكبيرة من الإسرائيليين عموما، ومن "اليسار" خصوصا، الذين يؤيدون الانسحاب من غزة، وهو ما تجلى في استطلاعات الرأي الأخيرة، وفي التظاهرة الضخمة التي نظمها "اليسار" في تل أبيب السبت الماضي.
الصفحة 829 من 1047