يطمح المكلف بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ايهود اولمرت، الى انهاء تشكيل الحكومة قبل الثامن من شهر أيار/ مايو القادم، اليوم الأول لبدء أعمال الكنيست الـ 17 والدورة الصيفية له، بعد ان حدد الشركاء المحتملين لحكومته، وبعد ان استثنى حزب الليكود، وكتلة اليمين المتطرف "هئيحود هليئومي"، في حين أبقى الباب مفتوحا أمام كتلة اليمين المتطرف الثانية، "يسرائيل بيتينو"، كما استثنى كتلة ميرتس، وبطبيعة الحال فإن استثناء الكتل الثلاث الناشطة بين الفلسطينيين في اسرائيل كان استثناء متبادلا.
انشغلت الصحافة الإسرائيلية بأنفلونزا الطيور رغم عدم مرور أكثر من ثلاثة أيام على عملية اختطاف المعتقلين الفلسطينيين من سجن أريحا والتي تم تصويرها إسرائيليا على أنها عملية استعادة الكرامة. ولكن في المقلب الآخر لم يكن للفلسطينيين موضوع للنقاش أكثر من العملية الإسرائيلية ونتائجها. ومن الجائز أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة إيهود أولمرت كان يتمنى أن تكون الأمور معكوسة: أن يبقى الإسرائيليون يطبلون ويزمرون للعملية حتى ما بعد الانتخابات وأن ينسى الفلسطينيون الأمر بسرعة.
حقّقت العملية الفدائية، التي جرت مؤخّرا قرب قطاع غزه المحاصر (وليس المحرّر)، نجاحاً كبيراً بالمقاييس العسكرية، إذ استطاعت مجموعة مقاومين، بأسلحتهم البسيطة، مهاجمة موقع عسكري إسرائيلي مدجج بالسلاح والآليات، ومحمي بالدشم والأبراج والوسائل الالكترونية والألغام، موقعة فيه العديد من القتلى والجرحى، كما استطاعت أسر أحد المجندين الإسرائيليين، والعودة إلى نقطة انطلاقها في القطاع.
ما إن ظهرت إلى العلن قضية الرسوم الكاريكاتورية ضد الإسلام ومقدساته، حتى بدا السجال في إسرائيل مزدوج الاتجاه. فمن جهة، هناك في إسرائيل كما في الغرب والعالم بأسره، من يؤمن وينظّر لصراع الحضارات، وهناك من يخالف هذا المعتقد. ولكن إلى جانب كل أولئك الذين يناقشون الأمر من زاويته الأيديولوجية، ثمة في إسرائيل، ربما أكثر من أي مكان آخر، من ينظرون إليه من زاويته السياسية.
الصفحة 16 من 81