صرحت وزيرة العدل الإسرائيلية في حينه، تسيبي ليفني، في سياق مقابلة مع ممثلي الصحافة المحلية والأجنبية في إطار الاستعدادات للانتخابات الأخيرة ان إسرائيل غير مسؤولة بتاتاً عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وأنه يترتب على الدول الغربية تحمل مسؤوليتها لحل هذه القضية.
ثمة نوع من سياسة غير مفهومة، أو غير منطقية، في الحروب المدمرة التي تشنها إسرائيل ضد اللبنانيين حينا، وضد الفلسطينيين في معظم الأحيان، فهذه الحروب إشكالية ومتداخلة في كثير من وجوهها، إلى درجة يصعب تحديد الفاعلين فيها، وتعيين أهدافها، وعموما فهي حروب يصعب الانتصار فيها أو تعريف هذا الانتصار أو تجسيده، بالنسبة لمجمل الأطراف.
سائق التاكسي اليهودي الذي أقلني في سفرة خاصة، مؤخرًا، لم يقتنع البتة بل وحتى أبدى قدرًا من الامتعاض جرّاء تقديري لموقف سياسي عرضته أمامه، برسم التطورات الأخيرة، مفاده أن احتمالات اشتعال حرب جديدة مساوية طردًا لاحتمالات حصول اختراق سياسي. وبقي مصرًّا على أنّ المستقبل المنظور مفتوح فقط على... احتمال لا يرّد بالاشتعال.
تشير معطيات العملية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى أن الأهداف المحددة لها لا تزيد عن الانتقام. وقد يندفع البعض للقول بأن الانتقام يحمل في أحد جوانبه أملاً باسترداد قدرة الردع التي فقدها الجيش الإسرائيلي أساساً في تصاعد المقاومة الفلسطينية ضده. ومع ذلك فإن قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، على حد سواء، لا يخفون حقيقة أن العملية لم تحقق أياً من أهدافها.
الصفحة 11 من 81