1- يؤكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، الجنرال أهارون زئيفي (فركش)، في محاضرته حول "البيئة الإستراتيجية لإسرائيل- 2005"، التي ألقاها أمام مؤتمر مركز "يافه" للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب حول "حال الأمة"، أن هناك مجالا رابعًا يرى أنه "يشكل أيضاً عاملاً مركزياً في صياغة الأحداث والسيرورات في المنطقة"، فضلاً عن ثلاثة عوامل مركزية أخرى هي: 1) سياسة الولايات المتحدة الأميركية. 2) القوى الداخلية في الدول العربية. 3) "الجهاد" العالمي.
عندما سمعت، مؤخرًا، بتهديد وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية ليمور ليفنات لمديرة الوزارة، ركبني الخوف و "دندلَ" رجليه على طرفيّ ظهري. كيف لا وقد أشهرت ليمور حربتها في وجه المديرة رونيت تيروش متوعّدة إياها برميها من منصبها إذا سوّلت لها نفسها الانضمام إلى حزب أريئيل شارون.. فمهما بلغت جرأة الواحد، سيظلّ من الصعب عليه الحفاظ على النظام العادي لدقّات قلبه وقوّتها أمام هكذا سياسية حازمة.
رغم العوائد السياسية الإستراتيجية التي حصدتها إسرائيل من وراء التواجد الأميركي المباشر في الشرق الأوسط، إلا أنها ظلّت تتحسّب من الانعكاسات السلبية لهذا التواجد على وجودها ودورها، لا سيما في ثلاثة مجالات: 1ـ مكانتها لدى الولايات المتحدة الأميركية، 2 ـ الاستقرار في المنطقة، 3 ـ عملية التسوية.
لم يكن العام المنصرم (2004) عاما استثنائيا أو حاسما بالنسبة لمختلف ملفات الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وإن اتسم هذا العام ببعض التحولات الدراماتيكية الكبيرة، التي جاء على رأسها رحيل الرئيس ياسر عرفات، بعد ثلاثة أعوام من الحصار الإسرائيلي، وبعد أن قاد حركة التحرر الفلسطينية على امتداد أربعة عقود مضت.
الصفحة 18 من 81