سمعت أحد الزملاء الصحافيين العرب، مساء الجمعة، في حديث لإذاعة الجيش الاسرائيلي "غالي تساهال"، يشير الى ما اعتبره "موضوعية" القنوات التلفزيونية العربية في تغطية انهيار صحّة اريئيل شارون. دليله على ذلك كان امتناعها عن ذكر تاريخ الجنرال شارون.
تتواصل، في الآونة الأخيرة، عملية تراكم الإشارات إلى ما في الإمكان اعتباره جهدا إسرائيليا، يظهر أنه منهجي ومبرمج، ينصبّ في غاية إعادة هندسة "الروح الإسرائيلية" حول الأمن، الذي يحيل مباشرة إلى أولوية الجيش على ما عداه. وتندرج ضمن هذه الإشارات المقالة التي نشرها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، في العدد الجديد من مجلة "تخيلت" الإسرائيلية تحت عنوان "الجيش والروح الإسرائيلية".
كان من البديهي أن تدخل إسرائيل مباشرة على خط التوتّرات الداخلية بين الفلسطينيين، بتنشيط عمليات الاغتيال والقتل ضدهم، كما حدث مؤخرا، وذلك لاستدراجهم، إلى مواجهات عسكرية، غير محسوبة، وليست في صالحهم. ومعلوم أن إسرائيل انتهجت هذا الطريق، منذ سنوات، لإبقاء الفلسطينيين في دائرة التوتّر، لاستنزافهم وإنهاكهم وإضعافهم، وأيضا لتعزيز الشرخ السياسي بينهم، بينما هي تمضي في ترسيم البيئة المناسبة لفرض إملاءاتها، خصوصا بشأن التقرير بمستقبل الأراضي المحتلة.
هل في الإمكان اعتبار التصويت لحزب "كديما"، الذي أفرزته الانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ17 في 28 آذار 2006 كحزب أول (29 مقعدًا)، تصويتًا للوسط ونهجه؟.
يبدو من المحبّذ، هنا والآن، طرح التساؤل أعلاه في صيغة أخرى: هل يعكس التصويت لكديما تبرّمًا بالطريقين التقليديين اللتين عرفتهما إسرائيل إلى الآن، وهما الطريقان اللتان ارتسمتا في الذهنية العامة بكونهما طريقي اليسار واليمين، ذواتي المقاسات الإسرائيلية المخصوصة؟.
الصفحة 14 من 81