أين تقف الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد اثني عشر يومًا من البدء بها في 13 تموز 2006؟ ما هي التداعيات التي تثيرها بالنسبة للوضع الداخلي في إسرائيل وأداء الحكومة الجديدة برئاسة إيهود أولمرت؟ ما هو مآلها، وكيف سيتراءى جوهر الإسقاطات التي ستترتب على هذا المآل على مستوى إسرائيل والمنطقة برمتها؟.
ليس من قبيل المبالغة القول إنه في اليوم الثامن للعدوان الإسرائيلي، الجوي والبحري، والبري كذلك (إذا ما أخذنا في الحسبان تصريحات إسرائيلية متواترة منذ البدء بالعدوان بأن "قوات كوماندو" تقوم بعمليات برية موضعية داخل الأراضي اللبنانية)، أخذت تتضح أكثر فأكثر الإشارات الإسرائيلية إلى أمرين هما في غاية الأهمية ويتصلان ببعضهما البعض في المبنى والمحتوى:
قبل أسر الجنديين الإسرائيليين في تموز إلى لبنان بيوم واحد، تطرّقت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى مقال كتبه رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخب، اسماعيل هنية، ونشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الكبيرة. وفيه طالب بتسوية مع إسرائيل عبر التفاوض، تشمل كافة الملفات بما فيها 1948. ليفني ادّعت أن مضمون المقال يدل على أن "حماس لا تعترف بإسرائيل" بحجّة أنها تفتح ملفات 1948. لكن الوزيرة، في الوقت نفسه، وبفارق عدة جمل فحسب، قالت إنها تعتقد بأن حل الصراع وفقا لمعادلة 1967 وإبقاء ملفات 1948 مفتوحة هو في غير مصلحة إسرائيل بل انه ينطوي على "مخاطر إستراتيجية ويمس بشرعيتها مستقبلاً".
مع أن مؤتمر هرتسليا السادس حول ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل عقد قبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي جرت في 28 آذار 2006 (وتحديدًا عقد في الفترة بين 21 و 24 كانون الثاني 2006) فإن وثيقته التلخيصية انطوت على تلميحات إلى مسارات السياسة الإسرائيلية الراهنة كما إلى جوهر الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية في إسرائيل، مثلما هي حال الدورات السابقة لهذا المؤتمر الذي بات كثيرون يرون فيه بمثابة "التئام العقل الجماعي الإستراتيجي المفكر" للدولة الإسرائيلية.
الصفحة 13 من 81