أعاد "المزارع ورجل الأعمال" جلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق أريئيل شارون، ضمن مقال له بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال الإسرائيلي (صادف في 24 نيسان 2007) ظهر في صحيفة "هآرتس" غداة يوم الذكرى السالف (25 نيسان 2007) التذكير بأن هناك "قضايا كبرى" تواجهها إسرائيل، أهم من قضايا الفساد المالي والأخلاقي، التي لا يعتبر هو نفسه معفيًا منها، وهي قضايا ذات صبغة إستراتيجية محض. وتمحور، من ثمّ، حول قضية واحدة منها هي بتعبيره "إسرائيل والمواطنون العرب"، ليخلص إلى نتيجة مؤداها أنه لا ينبغي أن يعلو صوت على صوت يهوديّة إسرائيل.
كشفت الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، في تموز- آب 2006، زيف العديد من الفرضيات الإستراتيجية والمفاهيم الحربية الإسرائيلية، وبالتالي أماطت اللثام عن الخلل الواضح في بنية ووظائف القوات العسكرية.
ومن أبرز الفرضيات الخاطئة تلك المتمثلة في "السيطرة الجوية" المطلقة، بمعنى أن سلاح الجو الإسرائيلي يستطيع، خلال أيام قليلة، القضاء على إطلاق الصواريخ بكافة أصنافها، ومن ثم السيطرة على ساحة المعركة. كما تبين خطأ المفهوم الحربي الشائع بأن سبب كون إسرائيل غير مهددة من الجيوش التقليدية، إنما يكمن في فرضية أن العرب الرسميين يعتبرون القوة الإسرائيلية، في هذا المجال، هائلة ولا تقهر. ومن المفاهيم الحربية التي ثبت خطأها أيضا، أن الجيش الإسرائيلي يستطيع دائما فرملة العدو وتدمير قواته، دون تحديد أهداف أرضية لاحتلالها بالضرورة. أي، حسب هذا المفهوم، يجب أن يعرف أعداء إسرائيل بأن خسائرهم ستكون فادحة في حال شنهم حربا ضدها.
تندرج فضيحة الحرب على لبنان في إطار الفساد الأكبر، لكن النخبة الفاسدة أذنت بالمبالغة الإعلامية بالفساد الأصغر (المال والجنس والتعيينات..) حتى لا يتم تركيز نقاد السياسة بشكل كبير على الفساد الأكبر الذي يشكل خطرا على تفوق إسرائيل ووجودها؛ مما يحدّ من إمكانيات الجمهور الإسرائيلي من طرح وجهة نظره حيال العملية السياسية والحربية القائمة بين العرب والإسرائيليين، والتي إن تركت لها حرية الرأي فإنها ستقترب من الحقيقة كما ستقترب من الحلول السلمية التسووية،
إيران خطر اقتصادي لا نووي على إسرائيل
دولرة الاقتصاد دون دولرة العملة الورقية...
بقلم: د. عادل سمارة
الصفحة 7 من 81