هل يتحدث الفلسطينيون والعرب، بصورة كافية، عن النوايا الجادة لعملية السلام لدى الطرف الآخر الذي ما انفك يسلّح نفسه بشكل مبالغ فيه، كأنه يحضّر نفسه لقتال كل من لا يرضى بالأمر الواقع؟.
أخيرا، وبعد مجادلات داخلية طويلة، استجابت إسرائيل وعلى لسان رئيس حكومتها إيهود اولمرت للدعوات السورية المتعلقة باستئناف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، وكانت سوريا دأبت في الآونة الأخيرة على شنّ ما يمكن تسميته (تجاوزا) هجوم سلام باتجاه إسرائيل، حيث أعلنت مرارا وتكرارا، استعدادها للتعايش مع إسرائيل في المنطقة، بعد السلام، وعن جديتها بإجراء مفاوضات معها من أجل ذلك، ومن دون شروط مسبقة.
يستدعي التعامل الموضوعيّ مع الوقائع الجافّة المعلنة بشأن المواقف الإسرائيلية الرسمية، ونحن على أعتاب "لقاء أنابوليس الدولي"، أن نلتفت إلى ما يلي: (*) لم يعد سرًّا أن هناك صراعًا حامي الوطيس- إذا ما استعملنا لغة الشعارات- بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت وبين وزير دفاعه ورئيس حزب "العمل"، إيهود باراك، خصوصًا بعد أن خرج هذا الأخير عن صمته المعهود وأفصح عن وجهته السياسية بعد العسكرية.
لم يكن الإسرائيليون راضين، بل كانوا غاضبين جدا لردود الفعل القومية التي أعقبت سلسلة التحريضات اليمينية على الوجود العربي الفلسطيني داخل الدولة الإسرائيلية، فقد كرهوا مشهد الكوفية والإعلام الفلسطينية التي رفرفت على أرض جامعة حيفا مؤخرًا، كما كرهوا سماع أناشيد مثل "إذا الشعب يوما أراد الحياة"... و"موطني موطني"...
الصفحة 4 من 81