منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تُجري مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الإسرائيلية استطلاعات رأي دورية لقياس الرأي العام والموقف من كل القضايا المرتبطة بالحرب، التي تداخلت وتشابكت مع القضايا الداخلية. بشكل دوري، قدّم مركز مدار العديد من القراءات في هذه الاستطلاعات وتناول أبرز المعطيات التي أوردتها في إطار رصد التحول في الرأي العام من القضايا المختلفة ولا سيّما تلك المرتبطة بالحرب.
في شباط الأخير، بثّت القناة الإسرائيليّة الرسميّة "كان 11" سلسلة وثائقيّة جديدة من ثلاث حلقاتٍ تحت عنوان "سيندروم (متلازمة) غزة" (إخراج دوبي كرويتورو وهيلا يتسحاكي) والتي تعود بنا إلى ماضي التاريخ لتروي حكايّة الصراع الأبديّ بين المشروع الصهيونيّ وقطاع غزّة؛ من الحكاية التوراتيّة لشمشون الجبّار مروراً بالنكبة والنكسة والانتفاضتيّن وصولاً إلى يومنا هذا. وإذا أمعنّا النظر سنرى كيف تحاصر القيادات الأمنيّة والعسكريّة والسياسيّة ونخبة من الصحافيين والباحثين الإسرائيليين والأجانب قطاع غزّة على مدار ثلاث ساعات ثم تخلص السلسلة إلى القول: "نعود إلى نقطة البداية حيث الوهم لدى كل واحدٍ من الطرفين بأن الآخر سيختفي، ولكن في الواقع لن يذهب أي الطرفين إلى أي مكان"!
منذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشهد الجامعات الغربية تصاعداً غير مسبوق في حملات المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل، تجاوزت حدود الاحتجاجات الطلابية لتصبح سياسات مؤسسية في جامعات أوروبية وأميركية. تشمل هذه الحملات رفض التعاون البحثي، واستبعاد الأكاديميين الإسرائيليين، ووقف الاستثمارات. في هذا السياق، يأتي هذا المقال لتحليل أبعاد المقاطعة الأكاديمية، وتحوّلها إلى ظاهرة شبه بنيوية، واستعراض أبرز المبادرات الإسرائيلية لمواجهتها، وفي مقدمتها مشروع "درع الأكاديميين" الإسرائيلي.
تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية العالمية، OECD، في تقرير جديد لها، عودة الاقتصاد الإسرائيلي إلى مسار النمو الملموس في العامين الجاري والمقبل، لكن مع ضمان استقرار الأوضاع الجيوسياسية. غير أن التقرير يحذر الحكومة الإسرائيلية من مواطن الضعف في الاقتصادي الإسرائيلي، ومن بينها أنها من أكثر الدول غلاء، كما يقر التقرير بسياسة التمييز ضد المواطنين العرب، والتي تجعلهم متأخرين في مستوى التحصيل العلمي، والانخراط في سوق العمل المتطور. كما أقحمت المنظمة نفسها، في تقريرها، في مسألة فرض الخدمة العسكرية على شبان الحريديم، داعية إلى فرضها، بزعم أن هذا يحفز على الانخراط في سوق العمل.
في 20 آذار 2025، أعلن بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيطر على محور جديد في قطاع غزة، أطلق عليه اسم «محور موراغ». ووصف نتنياهو هذا المحور بأنه سيكون بمثابة «محور فيلادلفيا الثاني»، ما يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى لإحكام السيطرة المكانية على القطاع، مستعيداً بذلك تجربة الاحتلال العسكري السابقة (1967-2005). تستعرض هذه المقالة تاريخ «محور موراغ»، وتناقش دلالاته الاستعمارية من حيث تعزيز السيطرة على سكان القطاع وتسهيل التوسع الاستيطاني، وربما تسهيل مشروع التهجير.
الصفحة 1 من 338