في الآونة الأخيرة، أثارت قضية تسريب وثائق سرية من مكتب بنيامين نتنياهو جدلاً واسعاً في الرأي العام الإسرائيلي، حيث تحولت من قضية جنائية إلى موضوع سياسي مثير. تتمحور القضية حول تسريب مجموعة من الوثائق السرية، التي نُسبت إلى حركة حماس، وعُثر عليها داخل أحد الأنفاق التابعة لها. وقد تم نشر هذه الوثائق في صحيفتين عالميتين بعد تسريبها من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، كما نشر في الإعلام الإسرائيلي.
كانت الأيام الأخيرة، بالذات في الأسبوع الماضي، تحقيقا لرغبات بنيامين نتنياهو، بدأها بتطبيق مخططه الذي لم يزل عن جدول أعماله، بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، كنهجه مع كل من اعترض ولو علىبعض من قراراته في الحكومة وحزبه الليكود، وفي الوقت نفسه أظهر مجددا قدرته على التعامل مع شخصيات الليكود الحالية والسابقة، كأحجار شطرنج، يُقرّب ويُبعد بسرعة، بناء على درجة الولاء، والرضوخ لرغباته، كما رأينا مع الوزيرين يسرائيل كاتس وجدعون ساعر؛ وبالتزامن، جاءته "بشرى" فوز صديقه الخاص، دونالد ترامب، ليزداد نشوة، رغم أنه لولا دعم إدارة جو بايدن، لما استطاع هو وحكومته إطالة الحرب الدائرة وتوسيعها، وهذا باعتراف محللين إسرائيليين.
عشية الانتخابات الأميركية التي ستجري غداً الثلاثاء (5 تشرين الثاني 2024) ومن شأنها أن تنطوي على نقطة تحوّل في كل ما يتعلّق بمآل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، فإن أول ما ينبغي التذكير به - وهو ما سبق أن أكّدناه مرات عديدة- أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يراهن منذ فترة طويلة على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
كان شهر تشرين الأول الماضي الشهر الأكثر دموية منذ بداية العام من حيث حوادث العمل. وأفادت "مجموعة مكافحة حوادث البناء والحوادث الصناعية"، وهي جمعية مسجّلة ناشطة في المجال، أن 12 عاملا قد قُتلوا في حوادث عمل خلال شهر تشرين الأول، منهم سبعة في مواقع بناء، وأصيب عدد أكبر منهم في حوادث عمل خطيرة أخرى. وقالت المجموعة إن هذا التدهور الخطير للغاية في حالة سلامة العمال يقابَل باللامبالاة الحكومية والعامة، مما يؤدي إلى نتائج قاتلة مستمرة.
الصفحة 25 من 880