تتفق معظم التحليلات الأمنيّة والسياسية في إسرائيل على أن قيامها لأول مرة، يوم 26 تشرين الأول الحالي، بشنّ هجوم جوي واسع على أهداف في مواقع عدة في إيران، بما في ذلك أهداف قريبة من العاصمة طهران، أثبت أنها تمتلك تفوّقاً جوياً واستخباراتياً، فضلاً عن أنه تسبّب أيضاً بتحرّرها من خوف دفين عكسته سيناريوهات استشرافية بشأن مثل هذا الهجوم في الماضي القريب والبعيد، وفحوى هذا الخوف أن تنفيذ هجوم جوي إسرائيلي على إيران يمكن أن يؤدي إلى إسقاط طائرات وأسر طيارين أو حتى مقتلهم، ولكن هذا لم يحدث.
في بداية العام 2024، وعشية عقد "مؤتمر الاستيطان في قطاع غزة"، قالت مديرة منظمة "نحالاه" الاستيطانية دانييلا فايس إن هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قد غيرت التاريخ و"إنها تشكل نهاية لوجود العرب في قطاع غزة. إنها النهاية لهم.... وبدلا منهم، سيكون هناك الكثير والكثير من اليهود الذين سيعودون إلى المستوطنات، والذين سيبنون مستوطنات جديدة". في 21 تشرين الأول 2024، تم عقد مؤتمر الاستيطان للمرة الثانية، في منطقة ما بالقرب من حدود القطاع، حيث أعلن الوزير إيتمار بن غفير خلاله بأن "تشجيع هجرة سكان القطاع هو الأمر الأكثر أخلاقية اليوم".
في 17 تشرين الأول 2024، تداولت مواقع إخبارية عبر منصة تلغرام صوراً تظهر جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، بين أنقاض منزل في منطقة تل السلطان برفح. ويتفق المحللون على أن إسرائيل لم تكن ترغب في نهاية كهذه لمن تعتبره المسؤول عن هجوم 7 أكتوبر. ويرى البعض أنه لولا تسريب تلك الصور من أحد الجنود في المكان، لكانت إسرائيل قد اختلقت رواية أخرى لواقعة استشهاده تتماشى مع طموحاتها وتصورها للنصر.
افتتح البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، هذا الأسبوع، دورته الشتوية، التي ستستمر حتى مطلع نيسان المقبل، وعلى أجندته قوانين مركزية في الشأن الداخلي، وفي مقدمتها ميزانية العام المقبل 2025، وقانون تجنيد الشبان المتدينين المتزمتين، الحريديم، في الجيش، وبموازاة ذلك، سيستكمل الكنيست تشريع قوانين خطيرة أخرى، منها ما تحظى بشبه إجماع صهيوني، كتلك التي تستهدف وكالة "الأونروا"، وقوانين تهدف لمزيد من تقييد الحريات، وبضمنها الترشح للكنيست، وكل هذا في ظل استمرار الحرب وتوسعها، بدون ظهور أي مطالبة من جميع الكتل الصهيونية والدينية بوقفها. كما أن الائتلاف الحاكم بات يرتكز على قاعدة أكبر، بانضمام كتلة من 4 نواب، وبات يسيطر على 68 مقعدا متماسكا، من أصل 120 مقعدا، ما يؤكد مجددا على أن لا انتخابات مبكرة، بل أن الوضع القائم يتيح لبنيامين نتنياهو استكمال ولايته الحالية حتى بعد عامين من الآن.
الصفحة 27 من 880