أظهرت تقارير اقتصادية إسرائيلية، في الأيام الأخيرة، حجم أزمة النقل الجوي، على مستوى الأفراد، خاصة، وأيضًا الصعوبات في شحن البضائع جوًا، ما أدى إلى ارتفاع كلفة النقل بنسبة عالية، لأسباب عدة، ومن أبرزها أن شركات إسرائيلية تستغل الظروف لترفع الأسعار. وبشكل دائم، في الأسبوعين الأخيرين، هناك عشرات الآلاف من حملة الجنسية الإسرائيلية، الذين يعلقون في الخارج لأيام عدة، ومنهم من يضطر إلى تغيير المسار، عبر دولة ثالثة وحتى رابعة. وارتباطا بالأوضاع الاقتصادية، فإن بنك إسرائيل المركزي قرر الإبقاء على الفائدة البنكية، العالية نسبة للاقتصاد الإسرائيلي، وباتت تقديراته للنمو الاقتصادي الإسرائيلي في العام الجاري صفرية، بفعل استمرار الحرب واستفحالها.
"لا نريد عرباً في المدرسة"- هتاف انطلق من حناجر عشرات الطلاب وصدح في حرم مؤسسة تعليمية رسمية (حكومية) وترددت أصداؤه خارج جدرانها لتملأ فضاء المدينة كلها. وقد حدث هذا قبل نحو أسبوع، لدى عودة الطالبة العربية (13 عاماً) إلى المدرسة التي تتعلم فيها ("المدرسة الشاملة زيلبرمان") في مدينة بئر السبع، بعد أيام الإبعاد عن الدراسة التي فرضتها عليها إدارة المدرسة، عقاباً لها على رأيها الذي عبّرت عنه خلال حصة تدريسية في موضوع الجغرافيا في صفّها التعليميّ وقالت فيه إنه "في غزة أيضاً يُقتَل أناس أبرياء، بينهم أطفال... في غزة يوجد أطفالٌ يُقتَلون ويعانون من الجوع وبيوتهم قد تهدّمت"! وذلك في تعقيبها على ما شرحته المعلّمة أمام طلاب الصف، يوم 19 أيلول الماضي، عن أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. غير أن المعلّمة اعتبرت رأي الطالبة العربية "تحريضاً على الجنود الإسرائيليين" ثم غادرت الصف تاركة الطالبة إياها وحيدة بين "زملائها" الطلاب اليهود الذين بدأوا بشنّ هجوم واسع ضدّها في المدرسة وهم يرددون هتافات عنصرية، من بينها "لتحترق قريتكم" و"أنت حماس، إرهابية"، إضافة إلى الشتائم الشخصية البذيئة. ثم اتسع الهجوم العنصري الإرهابي ضد الطالبة العربية فانضم إليه عشرات آخرون من طلاب المدرسة، فاق عددهم الـ 13 طالباً.
أعلن مكتب مراقب الدولة الإسرائيلية ومفوض شكاوى الجمهور أواخر الشهر الفائت أنه "على خلفية القتال في الشمال وإعلان الوضع الخاص على الجبهة الداخلية، فإن الخط الساخن لمفوضية شكاوى الجمهور يستأنف نشاطه. وسيساعد الخط في الشكاوى المتعلقة بحالة الطوارئ". هذه الرسالة مفادها أن الإخفاقات متواصلة لدى هيئات ومؤسسات الحكم، التي يتهمها المراقب بالتنصل من مسؤوليتها تماماً.
تصادف اليوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقد جرى شنّها في إثر الهجوم المباغت لحركة حماس على مواقع عسكرية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وعلى ما يعرف باسم "بلدات غلاف غزة"، يوم 7/10/2023. وهي ما زالت مستمرة، بل واتسعت في الأسابيع الأخيرة لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان، وما توصف بأنها "الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الأولى". ولعلّ ما يمكن إجماله في مناسبة مرور أول عام على هذه الحرب هو ما يلي:
الصفحة 29 من 880