رأت صحيفة "هآرتس" في مقال افتتاحي أنشأته غداة اعتقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي المحظور في الحركة الإسلامية في إسرائيل، بتهمة التحريض، الأسبوع الفائت، أن هذا الاعتقال يثبت أن صلاح يشكل في نظر إسرائيل هدفاً مؤشراً عليه بصورة مسبقة.
قالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى في مطلع الأسبوع الحالي إن مسألة الوجود الإيراني في سورية باتت المسألة الأكثر إلحاحاً المطروحة على جدول أعمال إسرائيل الاستراتيجي الحالي.
بالنسبة للقياس الاجتماعي الاقتصادي كما تحدده سلطات الإحصاء الرسمية التي تصنف السلطات المحلية إلى عشرة عناقيد وفقا لقوتها الاقتصادية، تم في البحث الخاص الصادر عن الكنيست إيراد المعطيات التالية عن عدد المدمنين على المخدرات في إسرائيل المسجلين في الخدمات الاجتماعية للعام 2015:
في العناقيد / المجموعات الأفقر هناك العدد الأكبر من المتقدمين لتلقي مساعدة على الإدمان.
عادة ما تميل أجهزة السلطة ونخبها الإسرائيلية إلى التقليل من أثر الفقر على ظواهر اجتماعية سلبية ومضرة وخطيرة، بنظرها هي أيضاً. فآخر ما تريده هو طرح مسائل تقود إلى شكل توزيع الخير العام، ومراكز السيطرة عليه، ولون المسيطرين وأصلهم وفصلهم. المركز الحاكم كأنه يقول: تعاطوا وتناولوا كل شيء ما عدا ما تفوح منه روائح الصدامات الطبقية. ليس صدفة بالتالي أن يكون التهويش والتحريض لهذه الفئة على تلك في المجتمع الإسرائيلي أبرز ملامح السياسة السلطوية. وليس هذا بعيداً عن النهج الكولونيالي: فرّق تسُد.
ترتكب القيادات الإسرائيلية الرسمية، السياسية والأمنية، خطأ استراتيجياً فادحاً في تركيز معركتها وجهودها، خلال العقود الأخيرة وعلى مدار السنوات المقبلة كما يبدو، ضد "العدو الشيعي، الواضح، المحدد والمنظّم"، عوضاً عن "العدو السنّي، غير الواضح، غير المحدد وعديم العنوان" – هذه هي الفكرة المركزية التي تطرحها مقالة نشرها موقع "ميداه" اليميني الإسرائيلي (يوم 17 تموز الجاري)، تحت عنوان: "الفهم الإسرائيلي الخطير: استخفاف بالخطر السنّي"!
بعد مرور خمسين عاما على حرب حزيران العام 1967، واستكمال إسرائيل احتلال كل مناطق فلسطين التاريخية، يبدو وكأن النقاش بين الإسرائيليين اليوم هو بين معسكرين: معسكر يدعو إلى الانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية بما في ذلك من بلدات وقرى فلسطينية حول القدس وإقامة دولة فلسطينية، ويدعي أنه بذلك يُطبق حل الدولتين، ولذلك يُسمى بـ"اليسار". وفي المقابل، يرفض المعسكر الآخر انسحابا كهذا، ويدعو إلى تكثيف الاستيطان وإحكام السيطرة عليه، وتتعالى من داخله أصوات تدعو إلى ضم الضفة الغربية، أو أجزاء واسعة منها، إلى إسرائيل، وتطبيق حل الدولة الواحدة.
الصفحة 239 من 324