"بعد سنوات طويلة من التشكك والعدائية، تتجه أوساط سياسية واسعة ـ سياسية وجماهيرية ـ نحو تعميق علاقاتها مع أحزاب وحركات يمينية متطرفة في أوروبا، خلافا ـ في بعض الأحيان ـ للموقف الرسمي المعلن من جانب الحكومة الإسرائيلية. وتحتل هذه الظاهرة مكانة متعاظمة في السجال السياسي العام في إسرائيل، كما تستقطب انتباها ملحوظا في أوروبا نفسها، وخصوصا بين التجمعات اليهودية في القارة الأوروبية ولدى الهيئات الناشطة في موضوع العلاقات مع دولة إسرائيل".
تشكل الجولة السياسية الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى دول في أميركا الجنوبية سابقة تاريخية أخرى في إطار السياسية الخارجية الإسرائيلية تحت قيادته، والتي تمتاز بالنمو والازدهار السياسيين غير المسبوقين في تاريخ دولة إسرائيل. فخلال خمسة عشر شهراً، أجرى نتنياهو خمسة لقاءات سياسية تاريخية، في دول لم يزرها أي رئيس حكومة إسرائيلية من قبل.
حذر التقرير السنوي لـ "معهد سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة اليهودية- الصهيونية، والذي يقف على رأسه المستشار الأميركي دينيس روس، من أن إسرائيل أمام تحديات إقليمية، على الرغم من عدم وجود تهديد من جيوش نظامية في المنطقة لها، وبشكل خاص بسبب تمركز إيران في سورية. وقال التقرير إن على إسرائيل أن تستغل وجود رئيس أميركي داعم ومؤيد لها في البيت الأبيض، من أجل تحقيق انجازات في المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية، بشكل يمنعها من الولوج نحو دولة ثنائية القومية، تفقد فيها إسرائيل هويتها "اليهودية الديمقراطية"، بحسب ما أكد.
قال شلومو بروم، الباحث المتخصص في الشؤون الفلسطينية في "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إن التوقيت الحالي لاتفاق المصالحة الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ملائم بالنسبة لسلوك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومة إسرائيل.
كما في كل تقرير سنوي يخصص "معهد سياسة الشعب اليهودي" جانبا لمسألة الهوية والانتماء لدى يهود العالم، عدا اليهود الإسرائيليين. وبحسب الاعتقاد فإن الانتماء للديانة، على وجه خاص، وبأي مستوى كان، قد يكون مقدمة لاستعداد اليهودي للهجرة من وطنه نحو إسرائيل؛ بينما هذه الجاهزية تتراجع بقدر كبير جدا، لدى من يكتفون بتسمية أنفسهم يهودا من دون أي ارتباط بمؤسسات دينية وثقافية في أوطان اليهود المختلفة في العالم.
يستدل من التقرير السنوي لـ "معهد سياسة الشعب اليهودي" التابع للوكالة اليهودية- الصهيونية، أن الزيادة في أعداد اليهود في إسرائيل لم تعد تغطي حالة تناقص أعداد اليهود في العالم بفعل الزواج المختلط، إذ يبلغ عددهم في العام الجاري 1ر14 مليون نسمة، بزيادة مئة ألف فقط عن العام الذي سبق، وهذا يشمل زيادة في تقديرات مختلف حولها بشأن أعداد اليهود في الولايات المتحدة. والزيادة الحاصلة هي أقل من الزيادة في أعداد اليهود الإسرائيليين من دون الهجرة. ويعرض التقرير معطيات جديدة عن أعداد اليهود المهاجرين من إسرائيل بناء على عدة مصادر، ويتوقع أن يكون عددهم في حدود 575 ألف نسمة حتى العام 2015.
الصفحة 234 من 324