"القضية المصيرية الاكثر الحاحا التي تواجه اليوم الشعب اليهودي عامة، وليس في دولة اسرائيل فحسب، تكمن في تحديد السياسة حيال قضية الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني. اذ يهدد الصراع رفاهية اسرائيل؛ ويتم استغلاله في الحلبة الدولية لانتزاع الشرعية لفكرة السيادة اليهودية؛ وقد تحول الى اداة لمهاجمة مؤيدي اسرائيل اليهود"..
العملية العسكرية، التي نفذها مقاومون فلسطينيون ضد شبكة مواقع عسكرية إسرائيلية محصنة في "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة الليلة الماضية وأسفرت حسب ناطق عسكري إسرائيلي عن مقتل جندي وجرح ستة آخرين، استحوذت على العناوين الرئيسية للصحف العبرية الصادرة اليوم (الاثنين) وعلى حيز واسع من إهتمامها وتعليقاتها.
لم يجد زعيم حزب "العمل"، شمعون بيريس، الذي أعلن قبل أيام ان لا حاجة البتة في اسرائيل لأي حزب ديني، سوى استخدام تعبير ديني لوصف سياسة حكومة شارون الاقتصادية ب"الخنزيرية". وليس ثمة حرمات كثيرة تفوق حرمة أكل أو تربية الخنزير أو حتى لمسه. وليس صدفة ان يطلق بيريس هذا الوصف عندما تبين له صعوبة، أو استحالة، إقامة حكومة وحدة وطنية بسبب مساعي بنيامين نتنياهو وأريئيل شارون لضم "يهدوت هتوراه" الدينية الى الائتلاف الحكومي. وربما أراد من وراء ذلك إطلاق رسالتين في اتجاهين مختلفين: الاولى لشارون والليكود يقول فيها ان حزب "العمل" لم يعد بعد الآن في الجيب، والثانية ل"يهدوت هتوراه" تنصحهم بالابتعاد عن "المحرمات".
نشرت الصحف الاسرائيلية اليوم (الجمعة 25/6) تقارير صحفية موسعة حول التباين الذي ظهر مؤخرًا بين قرار المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، وبين ما أوصت به المدعية العامة السابقة للدولة، عدنا أربيل، بتقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون ونجله جلعاد للاشتباه بتلقيهما رشوة من رجل الاعمال الاسرائيلي ديفيد أبيل في القضيتين المعروفتين باسم "الجزيرة اليونانية" و"أراضي غيناتون" ( المستوطنة القريبة من مدينة اللد). وقد كان الموضوع المركزي الذي تناولته الصحف، هو الرد الذي قدمه المستشار القضائي للحكومة إلى المحكمة الاسرائيلية العليا، على خلفية تقديم التماسات ضد قراره بتبرئة ساحة شارون، حيث ان مزوز ارفق برده تقرير المدعية العامة السابقة (قاضية المحكمة العليا اليوم) عدنا اربيل.
الصفحة 815 من 1047