إزاء الحلبة السياسية الإسرائيلية التي يتواصل فيها انتقال السياسيين من ماخور إلى ماخور في أبهى مشاهد بيع الجسد، يجب قول بضع كلمات تتجاوز ما يزكم الأنوف من أكشين وبريق، ومن ثرثرات تنطفئ كالزّبد الذي يذهب جفاءً في كلّ لحظة.
"اسمي عبد الله"- يعلن أحد طلاب الصف الخامس من ذوي المظهر المرتبك والشعر الأشقر بصورة غير مقنعة تماماً. ويقول طالب آخر "اسمي صدّام". فتجيب ميري أوحيون بكلمة "طيّب" طلاب صف اللغة العربية في المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم "هرتسل".
الناشطة السياسية شولاميت ألوني تجاوزت السبعين من عمرها غير أنها لا تزال تنشط بقوة في مجال حقوق الإنسان ونصرة الحقوق الفلسطينية. في بداية طريقها تجندت كشابة ضمن صفوف القوى الضاربة التابعة للهجاناه ("البلماح") عشية النكبة، لكنها اليوم تغرد بعيدا عن سرب الأحزاب الصهيونية إلى حد أنها باتت تشعر بالعزلة والضيق. كعادتها ظلت شجاعة وتمتاز بحدة لسانها الذي تستله كلما تنبري لتوصيف الوجه القبيح للدولة العبرية فتقدم آراءها بجرأة منقطعة النظير، قلبها ولسانها سيان، ما تسبب لها بالمتاعب والأزمات كوزيرة مشاركة في حكومات إسرائيل السابقة.
(ط) رجل أعمال من تل أبيب في الثلاثينات من عمره، خدم 12 عاما في الجيش الاحتياطي في المناطق الفلسطينية (المحتلة)، فقد تجند في شبابه لوحدة قتالية، ومع انتهاء فترة خدمته الإلزامية سافر في بعثة الى اوروبا من قبل الدولة دامت عدة سنوات. وكان يتنقل في عدة مناطق خلال خدمة الاحتياط، كان "ولدا مطيعا" لم يقل لا ولم يتذمر، وقبل عام حين عرضوا عليه ان ينتقل الى وحدة في الجبهة الداخلية مريحة أكثر، احتار بداية، ولكن في النهاية رفض، فلم يكن على استعداد للمباشرة في تخفيض جاهزيته القتالية، وان يحاول خداع الجهاز.
الصفحة 113 من 117