لم أعتد أن أروي مثل هذه القصص، لأن من شأنها أن تثير الشك حول كوني أعاني من جنون الاضطهاد.
على سبيل المثال: دعيت قبل 27 عاما لإلقاء سلسلة من المحاضرات في 30 جامعة أميركية، ومن بينها الأكثر فخامة- هارفارد، ييل، برينستون، إم- أي- تي، بيركلي وغيرها. كانت الداعية منظمة أميركية مشهورة غير يهودية، لكن المحاضرات كان ينبغي أن تجري برعاية حاخامي بيت هيلل.
روت ديان هي أرملة الوزير الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان، تجاوزت الثمانين من عمرها بيد أنها لا تزال نشيطة في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين أمضى زوجها عقودا في محاربتهم. غير أن سلوكها سكة الاتجاه المعاكس لطريق زوجها كان قد بدأ قبل وفاته وربما كان أحد أسباب طلاقهما من بعضهما البعض كما ستروي لاحقا. في منزلها شمال تل أبيب الذي بدا متحفا مليئا بالرسومات والجداريات والمكتبات التقينا روت ديان التي استعادت سيرة ارتباطها بزوجها في مستوطنة نهلال خلال عهد الانتداب وأطلعتنا على شخصيته وعلاقاته مع شخصيات عربية ويهودية. وأفادت ديان أنها ولدت في حيفا وترعرعت في لندن مع والديها اللذين عادا للإقامة في القدس العربية حيث عملت والدتها حاضنة في روضة كانت تابعة لعائلة الدجاني. وأشارت روت إلى أن والدها استحضر لها معلما خاصا للغة العربية قبل أن تنتقل وهي في السابعة عشرة من عمرها إلى مستوطنة نهلال في مرج ابن عامر لتعلم الزراعة لافتة إلى أنه كان يعتاد على قراءة القرآن والروايات العربية للاطلاع على ثقافة العرب. في نهلال التقت روت بموشيه ديان وتزوجت منه بعد عام منوهة إلى انه كان قد جاء من مستوطنة "دغانيا" وكان قد انتمى إلى "الهاجناه" وهو في الرابعة عشرة بعد أن قتل مسلحون من عيلوط والمجيدل والده وشقيقه عام 1932 في نهلال.
بدأ نائب سكرتير الكنيست، ناظم بدر، في مطلع شهر كانون الأول الحالي، مهام منصبه الجديد في داخل الهيئة العامة، ليكون بذلك أول عربي يتبوأ هذا المنصب الإداري البرلماني الرفيع في تاريخ إسرائيل، علما أن جهاز الكنيست الإداري يضم عربيين اثنين من بين مئات الموظفين.
الخطوة التي بادر إليها النائب اليميني المتطرف أرييه إلداد، بتقديمه إقتراح قانون عنصري يطالب بإلغاء صفة "اللغة الرسمية الثانية" عن اللغة العربية في إسرائيل، هي تعبير عن الواقع العنصري الفاشي الذي أصبح يحظى بشرعية، بل وبتأييد واسع في الوسط اليهودي داخل إسرائيل . أرييه إلداد هو عضو برلمان عن كتلة "هئيحود هليئومي" المتطرفة جداً ... لا يفوّت أعضاء هذه الكتلة فرصة أو حدثا عاما إلا ويطرحون فيه فكرهم العنصري الذي يحمل أبعاداً فاشية ضد المواطنين العرب في إسرائيل وضد الفلسطينيين عمومًا .
الصفحة 110 من 117