إذا كان في الإمكان اختزال الذرائع التي تسوّغ الانزياح يميناً في المجتمع الاسرائيلي، خلال السنتين الأخيرتين، في ذريعة محورية واحدة تعتبر الأكثر رواجاً حتى الآن، وتتمثل في تفجّر الانتفاضة الثانية (انتفاضة القدس والاقصى) وما تعنيه في القراءة الإسرائيلية من "لجوء الفلسطينيين الى العنف ضد إسرائيل"، فإن دلالات هذا الانزياح لا تبدو متعلقة بهذه الذريعة فقط، وإنما تحيل الى بنية المجتمع الإسرائيلي ذاته، المشدودة بدورها الى نشوء الحركة الصهيونية وصولاً الى صيرورتها الراهنة.
تراجع الاستثمارات ونمو سلبي وربع مليون عاطل عن العمل
تقول "التجربة التاريخية" انه كلما حضرت الولايات المتحدة الاميركية مباشرة الى المنطقة العربية كلما شهدنا نوعا من التهميش للدور الاسرائيلي. ولربما، سعيا وراء الدقة، ينبغي القول انه كلما كان للولايات المتحدة الاميركية مشروع "عربي" سواء حضرت مباشرة ام لم تحضر في تاريخنا الحديث - وهي لا تاريخ فعالا لديها عندنا الا في تاريخنا الحديث - كلما ظهرت هامشية الدور الاسرائيلي..
من المتوقع أن يواصل شارون تصدير أزماته من خلال الحديث عن "مخاطر" الأزمة العراقية، ولربما افتعال أزمات على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، لأشغال المواطنين الإسرائيليين بكيفية الحفاظ على أمنهم بدلا من الانشغال بفشل شارون وبالتالي بالتخطيط لمعاقبته في صناديق الاقتراع.
الصفحة 77 من 81