لا شك في أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة كانت بمثابة خيار الطلقة الأخيرة للمجتمع الاسرائيلي، فقد علق الإسرائيليون آمالهم الكبيرة والنهائية على اليمين الصهيوني ممثلا بالليكود وباقي الأحزاب والكتل الدينية والعنصرية واليمينية المتطرفة، مع أن تلك القوى بمجملها وعلى رأسها الليكود بقيادة شارون والى جانبه وزير خارجيته الحالي نتياهو ووزير أمنه الجنرال موفاز، هي التي جعلت حياة الإسرائيليين جحيما لا يطاق
"..أنتم لستم بحاجة لذلك"، قالت الجسور المهدمة في غزة والاثنا عشر قتيلا ليلة الاحد، "أنتم لستم بحاجة للتصويت لغير شارون. إسألونا نحن"!!
شارون يريد عبر رسائله الجديدة الإعلان بأن الحرب على العراق تبدأ من غزة، بحيث ستترافق تلك الحرب الأمريكية مع حملة شارونية دامية ضد قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية المحاصرة في مدن وقرى ومناطق القطاع
الطريقة التي تتعامل بها سلطات تل أبيب مع الوفود النرويجية والأوروبية والعالمية العديدة والمتنوعة التي تسافر لكي تبدي تضامنها مع الشعب الفلسطيني في محنته أو تأكيدا منها على رفض السياسة الدموية ولغة الموت والدمار التي تمارسها إسرائيل في فلسطين المحتلة، تلك السياسة تعود بالضرر على إسرائيل نفسها وتزيد من عزلتها وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى هشاشة ما يسمى بالديمقراطية الإسرائيلية..
الصفحة 75 من 81