سيأتي يوم نتذكر موعد 3 4 حزيران 2003 على الشكل التالي: في اليوم الأول أطلقت <<خريطة الطريق>> حشرجتها الأخيرة، وفي اليوم الثاني لفظت أنفاسها.
كان يجب لهذا التقدير ألاّ يكون مستغرباً في 5 حزيران 2003 بسبب الآثار المستمرة ل5 حزيران 67. ومع ذلك فإن هناك من يستغرب. وهو يعتقد أن <<الخريطة>> انطلقت في العقبة بعد سلسلة احتفالات متنقلة من بطرسبورغ إلى إفيان إلى شرم الشيخ
ترعرعت في قطاع غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي، ولم اكن اتخيل وجودي في واشنطن متحدثاً مع الاميركيين مباشرة حول تجارب شعبي وأماله واحلامه. كنت قد سمعت عن الولايات المتحدة، وعن حبها ل
بقلم: رائف زريق
تشهد الأيام الأخيرة تصعيداً في الهجمة على الفلسطينين في إسرائيل: على أحزابهم، وقادتهم، ومؤسساتهم، ويكاد لا ينجو من هذه الهجمة أحدٌ. من ناحية، هناك القوانين الجديدة التي تسعى إلى تحديد حرية العمل السياسي، ووضع حق المواطنة في موضع الشك. يضاف إلى ذلك قرار لجنة الانتخابات المركزية منع "التجمع الوطني" وقائده عزمي بشارة من المشاركة في الانتخابات المقبلة وذلك بناءً على طلب المستشار القضائي للحكومة، كذلك الأمر مع شطب ترشيح أحمد الطيبي (مع حفظ الاختلاف في المسوغات والدوافع) بناءً على طلب قوى اليمين. يضاف إلى كلّ ذلك قرار وزير الداخلية بإغلاق صحيفة "صوت الحق والحرية"، وفحص إمكانية إعلان الحركة الإسلامية حركة غير قانونية.
بقلم: علاء حليحل
هذا الثلاثاء ستبدأ الدعاية الانتخابية التلفزيونية للأحزاب المتنافسة في الانتخابات الاسرائيلية. الجميع بلا استثناء يوافق على أن تأثير هذه الأفلام القصيرة المُحكمة الصنع هو ضئيل وأحيانًا معدوم. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، يهتم الجميع بأن تكون دعايته التلفزيونية أفضل دعاية. لماذا؟ لأن الدعاية الانتخابية الجيدة تفيد من يصنعها، من ينتجها. وهؤلاء هم مكاتب الاعلان والدعايات والمستشارون الاعلاميون. بمعنى: نحن مهنيون وموهوبون وبالتالي نستحق كل قرش نأخذه من جيوبكم. الدعاية التلفزيونية هي نتاج الرأسمالية الديموقراطية الأكثر بروزًا وتجليًا للعيان. المال في خدمة السياسة، السياسة في خدمة المال. لا بأس من تبذير أموال دافعي الضرائب على أفلام تلفزيونية باهظة التكاليف، مع أنها لا تفيد أحدًا أو تكاد لا تفيد أحدًا. المهم أن يرى المواطن عرس الديمقراطية على شاشته. ليس على المواطنين أن يرقصوا في هذا العرس، فهم لا يملكون المال لدفع النقوط، وهم ليسوا مدعوين أصلا. هذا العرس يشارك فيه المنتخَبون فقط. المنتخِبون يكتفون بالنظر إلى فستان العروس وبدلة العريس والذهاب للتصويت في الثامن والعشرين من الجاري للحزب الذي أرادوا التصويت له منذ أشهر عديدة!
الصفحة 65 من 81