تبدو إسرائيل استثناءً بين دول العالم. المشكلة أنها ليست هي التي تنظر إلى نفسها على هذا النحو فقط، فالعالم دأب على معاملتها على هذا الأساس أيضا!
منذ أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، عن أول تأجيل لتطبيق خطة "فك الارتباط" بحوالي الشهر حذّر معلقان على الأقل من كبار المعلقين الإسرائيليين من أن تحركات شارون الأخيرة تشي بأنه ماض نحو ما من شأنه تأبيد النزاع مع الفلسطينيين، ولا شيء أقل من ذلك.
في عام 1999 سنحت لي فرصة تقديم محاضرة أمام مجموعة من اليهود الأميركيين في نيويورك حول الواقع المَعِيش في المكان الذي قدمتُ منه.
فرض قرار التقسيم رقم 181 من تاريخ 29\11\1947 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضم مدينة حيفا للدولة اليهودية المزمع إقامتها في فلسطين. وبدأت المنظمات العسكرية الصهيونية بتحسين خططها العسكرية لبسط وفرض سيطرتها على هذه المدينة. بينما كانت مؤسسات المجتمع المدني اليهودي في حيفا بواسطة دعم الوكالة اليهودية واللجنة القومية (هفاعد هليئومي) وغيرها من المؤسسات قد نجحت في الاستيلاء رويدًا رويدًا على المجلس البلدي (أصبح شبتاي ليفي رئيسا لبلدية حيفا في العام 1940)، وأقام أثرياء يهود شبكات من المصانع والمحلات التجارية الهامة مستغلين تطور حيفا بفعل الميناء واتخاذ الانجليز هذه المدينة مركزا قياديا لهم في فلسطين وسواها من مناطق الشرق الأوسط.
الصفحة 27 من 81