كتب الكثير عن وسائل الإعلام الإسرائيلية وعن ماهية أدائها للدور المفترض بوسائل إعلام الدول الديمقراطية أن تؤديه، خصوصًا في فترات الأزمات. لكن الاستطلاع العام الذي تجريه مرة كل سنتين مجلة "العين السابعة" المتخصصة في شؤون الاتصال والصادرة عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ينفرد بتناوله لهذا الموضوع من زاوية شديدة الخصوصية- هي زاوية رؤية الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم لهذا الأداء.
تتشارك الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية في الكثير من الأهداف والآمال في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية. وهناك العديد من الجهات ودوائر البحث في الدولتين تعمل من أجل اكتشاف وتطوير هذه الأهداف. ومن الواضح أن الشهور الأخيرة تشهد المزيد من تحقيق هاتين الحكومتين لعدد من هذه الأهداف. ومن المؤكد أن هذا يشعر الطرفين بالكثير من الراحة ويشير عليهما بمواصلة انتهاج السياسة ذاتها رغم العقبات التي تعترضها هنا وهناك.
أعلنت إسرائيل، خلافاً لادعاءاتها في الماضي، أن اسم الشيفرة الذي منحته لحملتها العسكرية في قطاع غزة والضفة، "أول الغيث" هو من اقتراح الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي. وكانت إسرائيل قد دأبت في الماضي على التأكيد بأن هذه الأسماء التي اشتهرت بها حملاتها العسكرية في لبنان كانت من اختيار جهاز الكومبيوتر. ويبدو أن هذا الإعلان يعبر أيضا عن عدم حاجة إسرائيل بعد اليوم إلى التستر خلف الكومبيوتر من أجل عدم إعطاء معاني لهذه الأسماء.
كلمة الأكاديمية البريطانية من الأسبوع الماضي لم تكن عفوية على الإطلاق في مسألة مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وعلى الأخص جامعتي حيفا وبار ايلان. لقد قام 48 ألف محاضر في الجامعات والمعاهد العليا في بريطانيا بدراسة قرارهم هذا لفترة طويلة قبل الإعلان عنه رسمياً. ومن الواضح أن الإعلان عن قرار المقاطعة قد لاقى ترحيبا فلسطينيا وعربيا ودولياً من الأطراف المؤازرة لعدالة قضية الشعب الفلسطيني ولعدالة البحث العلمي الموضوعي والنزيه والشريف، ولاقى القرار امتعاضا وغضبا شديدين من الأوساط الإسرائيلية الأكاديمية والرسمية والشعبية لأنه يخرج عن نطاق الانصياع والطاعة للبيت الأكاديمي الإسرائيلي.
الصفحة 31 من 81