تعتبر المسألة الديمغرافية واحدة من أهم القضايا الاستراتيجية في إسرائيل. وتنشغل مؤسسات ومراكز أبحاث وباحثون، على مدار السنة، بدراسة وتحليل معطيات تتعلق بعدد العرب واليهود، واليهود العلمانيين واليهود المتدينين والحريديم المتشددين دينيا، وعدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودراسة نسب النمو الطبيعي في جميع هذه المجتمعات وما إلى ذلك.
ورغم أن الأبحاث الإسرائيلية تتوجس من تزايد عدد الفلسطينيين في إسرائيل خاصة، وعدد الفلسطينيين بين النهر والبحر عامة، إلا أن ثمة هاجس آخر يقلق المؤسسة الإسرائيلية، وهو تزايد عدد المتدينين الحريديم واستمرار النِسب المرتفعة للنمو الطبيعي لديهم.
قدّم رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) السابق، عضو الكنيست آفي ديختر، يوم الثلاثاء - 14.8.2012، استقالته من عضوية الكنيست وأعلن انسحابه من حزب كاديما، من أجل أن يتولى منصب وزير حماية الجبهة الداخلية، بدءًا من نهاية الأسبوع الحالي.
ويأتي تولي ديختر هذا المنصب الوزاري الشاغر، بعد تعيين الوزير الذي أشغله، متان فيلنائي، سفيرا في بكين. لكن تعيين ديختر، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمنية الإسرائيلية، يثير تداعيات على خلفية تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري محتمل ضد المنشآت النووية في إيران، وبشكل خاص على خلفية تقارير إسرائيلية عديدة تفيد بعدم جهوزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحرب تتعرض فيها هذه الجبهة إلى هجمات صاروخية مكثفة خلال حرب قد تنشب جراء مهاجمة إيران.
قررت المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، داليت شتاوبر، بدعم من وزير التربية والتعليم، غدعون ساعر، وفي أعقاب ضغوط مارسها اليمين، فصل مفتش موضوع المدنيات في الوزارة، أدار كوهين.
ورفض الوزير والمديرة العامة مطالب تقدّم بها أكاديميون وأساتذة جامعات متخصصون في موضوعي المدنيات والعلوم السياسية، من خلال عشرات العرائض والرسائل التي بعثوا بها إلى هذين المسؤوليْن، بالامتناع عن فصل كوهين. كذلك رفض الوزير والمديرة العامة التقاء أكاديميين ومعلمين لموضوع المدنيات. وأعلنت شتاوبر، يوم الأحد الماضي – 5.8.2012، أنه لن يتم تثبيت كوهين في وظيفته، بعد أن أشغلها لمدة أربع سنوات.
توفي فجر يوم الأربعاء - 1.8.2012- المواطن الإسرائيلي عكيفا مافعي (45 عاما) متأثرا بحروق أصيب بها بعدما أقدم على إحراق نفسه، قبل عشرة أيام، احتجاجا على وضعه الاقتصادي المتردي.
وأضرم مافعي النار بجسده بعد يومين من وفاة مواطن إسرائيلي آخر يدعى موشيه سيلمان (56 عاما) أحرق نفسه قبل وفاته بأسبوع خلال مظاهرة في تل أبيب، في إطار الاحتجاجات الاجتماعية.
وقالت تقارير إسرائيلية إن ظاهرة تهديد مواطنين إسرائيليين بإحراق أنفسهم قد اتسعت بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، وشملت قرابة 15 شخصا.
سعى اليمين الإسرائيلي، خلال السنوات الثلاث الماضية، أي منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو، إلى ترسيخ حكمه، سياسيا، من خلال ملاحقة اليسار الصهيوني ومحاولة فرض قيود على نشاطه، بواسطة سن قوانين والعمل على تشكيل لجان تحقيق ضد منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية.
ومنذ الاحتجاجات الاجتماعية، في صيف العام الماضي، يسعى نتنياهو بنفسه، بواسطة مكتب رئيس الحكومة وأذرعه، إلى كم الأفواه وقمع حرية الرأي، وبشكل خاص في سلطة البث، التي تخضع لها القناة الأولى التلفزيونية والإذاعة العامة.
أعلن رئيس حزب كاديما ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، شاؤول موفاز، مساء يوم الثلاثاء الماضي، عن انسحاب حزبه من حكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية عدم الاتفاق حول سن قانون ينظم الخدمة العسكرية والمدنية للحريديم، يكون بديلا لـ "قانون طال" الذي منح امتيازات وإعفاءات للحريديم من الخدمة العسكرية وقررت المحكمة العليا إلغاء سريان مفعوله بدءا من الأول من آب المقبل. وبذلك تكون حكومة الوحدة الواسعة قد دامت عشرة أسابيع، وكانت أقصر حكومة وحدة في تاريخ إسرائيل، ولم تتمكن من الإيفاء بوعودها لجمهور العلمانيين.
الصفحة 52 من 61