تسود توقعات في إسرائيل بأن الدراما التي جرت الأسبوع الفائت، عندما نام الإسرائيليون، مساء الاثنين، على وقع تقديم الانتخابات العامة واستيقظوا، فجر الثلاثاء، على حكومة وحدة وطنية، لن تكون نهايتها وفقا للسيناريو المتوقع.
وتشير التوقعات إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عندما اتفق مع رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، على تشكيل حكومة وحدة، إنما أراد، في الواقع، أن يستبدل حكومة بأخرى، وأن يغير تركيبة حكومته، أي أن الحديث لا يدور فقط على إقامة تحالف واسع مؤلف من 94 نائبا من بين نواب الكنيست الـ 120.
تجري الانتخابات العامة في إسرائيل، عادة، إما في موعدها القانوني المقرر وإما بصورة مبكرة في حال نجاح المعارضة في الإطاحة بالحكومة أو رئيسها خلال ولايتهما أو في حال وفاة رئيس الحكومة. لكن هذا ليس الحال في إسرائيل، الآن، إذ أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هو الذي قرر إنهاء ولاية حكومته، انطلاقا من تقديره أنه سيعود إلى سدة الحكم بعد الانتخابات المبكرة المقبلة، المزمع إجراؤها في الرابع من أيلول هذا العام، بدلا من تشرين الثاني من العام المقبل (2013).
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه أمام مؤتمر حزب الليكود في تل أبيب، مساء أمس الأحد (6/5/2012)، إنه "من الأفضل إجراء معركة انتخابية قصيرة خلال 4 شهور يكون من شأنها إعادة الاستقرار السياسي". وأضاف "لن أتعاون مع معركة انتخابية على مدار سنة ونصف السنة ستلحق ضررا بالدولة".
أعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، يوم الأحد - 22.4.2012، عن نيته شرعنة ثلاث بؤر استيطانية عشوائية. وقال إنه سيسعى لحل مشكلة بؤرة استيطانية رابعة هي "غفعات هأولبانا" المقامة على أراض بملكية فلسطينية خاصة قرب مدينة رام الله، وتعتبرها إسرائيل حيّا تابعا لمستوطنة "بيت إيل".
خلفية تاريخية
اليهودية الحريدية هي مجموعة تيارات في اليهودية الحاخامية الأرثوذكسية ويعرف أتباعها باسم الحريديم. ويتميز الحريديم، ويطلق على الفرد كنية حريدي، بالحرص البالغ على العيش بموجب تعاليم الشريعة اليهودية. وتعني كلمة حريديم الذين يهابون الله.
ونشأت النظرة الحريدية في موازاة وكرد فعل على التحولات الثقافية والعلمانية والانصهار بين اليهود الأشكناز، أي اليهود الأوروبيين، في القرن التاسع عشر. وتم إطلاق تسمية حريديم على تلامذة الحاخامات الذين عكفوا على دراسة التوراة طوال حياتهم وكانوا ينفذون تعاليم التوراة وفروضها بدقة وتزمت. واتسعت ظاهرة الحريديم في نهاية القرن التاسع عشر. وقد تطورت هذه الظاهرة في موازاة تحولات كبيرة في أوروبا، مثل النهضة الثقافية وظاهرة التحرر في أوروبا الغربية التي دفعت الكثيرين من اليهود إلى الخروج من مجتمعاتهم والانصهار داخل المجتمعات في الدول التي يعيشون فيها، ونتيجة لذلك قرر الكثيرون اعتناق الديانة المسيحية.
شاؤول موفاز يؤيد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ويعارض ضرب إيران وسيركز على القضايا الاجتماعية
شاؤول موفاز، رئيس حزب كاديما الجديد، الذي أطاح برئيسة الحزب السابقة، تسيبي ليفني، الأسبوع الفائت، هو جنرال احتياط وسياسي يميني. وهاتان الخصلتان من شأنهما أن تمنحا، بنظر الإسرائيليين، شعبية لزعيم حزب كان في السنوات الأخيرة أكبر حزب في إسرائيل. هكذا على الأقل كانت حال الجنرالات الذين دخلوا الحلبة السياسية في إسرائيل، مثل إسحاق رابين وأريئيل شارون وايهود باراك وأمنون ليبكين شاحك. فقد وصلت شعبية هؤلاء الجنرالات إلى القمة بعد انتخابهم زعماء لأحزابهم، ولو لفترة قصيرة. لكن حال موفاز، بعد انتخابه زعيما لكاديما، وفي الأجواء اليمينية السائدة في إسرائيل اليوم، لم تكن مثل حال أسلافه الجنرالات. فقد أظهرت استطلاعات الرأي العام، التي تم نشرها في نهاية الأسبوع الماضي، أن شعبية حزب كاديما، غداة انتخاب موفاز، تنزلق من حضيض إلى حضيض.
كانت منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ والقذائف الصاروخية القصيرة المدى، بالنسبة إلى إسرائيل، أبرز الأسلحة التي استخدمت خلال جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة وجنوب إسرائيل. فقد تمكنت بطاريات "القبة الحديدية" الثلاث الموجودة في حوزة الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، من اعتراض معظم صواريخ "غراد"، التي يصل مداها إلى أكثر من 40 كيلومترا. وزار كبارالمسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، المواقع التي تم نصب بطاريات هذه المنظومة فيها
غير أن المعطيات الرسمية والتحليلات العسكرية في إسرائيل تشير إلى محدودية منظومة "القبة الحديدية"، إذ أن هذه المنظومة بإمكانها اعتراض الصواريخ التي يصل مداها إلى 70 كيلومترا كأقصى حد. وبلغت تكلفة تطويرها قرابة المليار دولار. وبدأ تطويرها في العام 2006، في أعقاب حرب لبنان الثانية. وبدأ استخدامها عسكريا في شهر آذار العام 2011.
الصفحة 55 من 61