قبل حوالي اسبوعين، كانت الكنيست الحالية (الـ 16) تهم، للمرة الأولى، بالتصويت على اقتراح لحجب الثقة عن حكومة شارون الجديدة، قدمته كتلتا "شاس" و "يهدوت هتوراه". في تلك اللحظات تواجد في قاعة الكنيست اكثر من مائة عضو كنيست، بينهم رئيس الحكومة الاسرائيلية وعدد من الوزراء. ولكن عضو الكنيست يعقوب ليتسمان (يهدوت هتوراه) ركض، في الحظة الأخيرة، نحو الميكروفون المثبت في زاوية القاعة ليعلن، بنصف ابتسامة: "اود ان اعلن انني اسحب ترشيحي لرئاسة الحكومة".
لم يسبق أن اندلعت حرب كان مستوى المعلومات المغلوطة حول تطوراتها عاليًا لهذه الدرجة، وكان ضباب العراك الذي يلفها كثيفًا إلى هذا الحد، مثل الحرب الدائرة حاليًا في العراق - هذا ما يقوله باحثون وضباط جيش كبار في إٍسرائيل، وردت تصريحاتهم وآراؤهم في تقرير خاص نشرته صحيفة "هآرتس" (25/3). وبموجب التقرير، هناك موافقة تكاد تكون جماعية، بين قائد الأركان الإسرائيلي السابق، الجنرال (إحتياط) أمنون ليفكين شاحك، والجنرالات في الاحتياط يوسي بيلد، أيلان بيران، أفيغدور كهلاني وبروفيسور مارتين فان كرفلد، على موضوع آخر أيضًا: "خلافًا للإنطباعات التي تنعكس في الأيام الأخيرة في وسائل الاعلام أيضًا، فإن معارك ضارية لم تجرِ في العراق بعد، وحقق الجيش الأمريكي، في نهاية الأمر، سلسلة من الانجازات".
انتهى المستشار لشؤون الامن القومي الاسرائيلي إفرايم هليفي، رئيس "الموساد" السابق، من بلورة خطة سياسية للتسوية مع الفلسطينيين، تحت الاسم "خطوط لمبادرة سياسية اسرائيلية"، تم تقديمها الى وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز.
* وجهان في المرآة
* الوجه الأول: الصحفية الإسرائيلية عميرة هس، مراسلة صحيفة "هآرتس" في المناطق الفلسطينية، فازت بجائزة "اليونسكو" للصحافة الحرة لهذا العام، تقديرًا لها "على ما تتحلى به من شجاعة غير اعتيادية... وإذا ما تم التوصل إلى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فسيكون ذلك بفضل أمثال هس التي تتعامل مع الحقائق دون التأثر بمواقف مسبقة" - كما جاء على لسان كويشي ماتسورا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).
الصفحة 824 من 882