تحوّلت حقيقة مشاركة عشرة صحافيين اسرائيليين في تغطية سير الحرب على العراق من داخل الاراضي العراقية والكويتية الى قضية بحد ذاتها على هامش الحرب، عندما اصبح هؤلاء "مصدر إزعاج" لقوات التحالف الامريكية – البريطانية، و"مصدر احراج" لسلطات الكويت، كونها "غضت الطرف" عن كونهم اسرائيليين ويعملون لحساب صحف تصدر في اسرائيل.
في صبيحة اليوم التالي على انتهاء ايام الحداد السبعة على وفاة ابنه عومري، خرج أميرام غولدين من منزله في قرية "أفيف" في الجليل وسافر ربع ساعة الى مكتبه القائم في مركز مدينة سخنين. لدى وصوله الى المكتب - يهودي وحيد في قلب مدينة عربية - رن جرس الهاتف. على الطرف الثاني كان الممثل محمد بكري. ابن أخيه، ياسين، وابن عمه، ابراهيم، كانا مشتبهين بتقديم المساعدة لناشط "الجهاد الإسلامي" حمادة، الفلسطيني من سكان جنين، الذي إنتحر في حافلة الركاب رقم 361 قرب مفرق ميرون وأخذ معه من هذا العالم تسعة اسرائيليين، بينهم عومري غولدين ابن الـ 20 عاما.
للوصول الى قرية قراوة بني حسان تصطدم بالعديد من رموز الاحتلال الاسرائيلي: مستوطنة "أريئيل"، جنود مدججون بأسلحة سوداء شبه مصوّبة الى أي شيء، شارع التفافي الغرض منه استكمال الابرتهايد جهارة لخلق واقع من الفصل التام بين الفلسطينيين والمستوطنين (حمايةً لهؤلاء الأخيرين بالطبع) وهم في سياراتهم أيضًا، وهناك أيضًا ذلك الاصطدام الفعلي بأكوام التراب الضخمة التي سدّ بها الجيش الطرق الرديئة الواصلة بين القرى الفلسطينية وبين محيطها القريب.
اقترح قائد سلاح الجو الاسرائيلي، الجنرال دان حلوتس، إلغاء القيادة الداخلية بعد الانتهاء من حالة الاستنفار في إسرائيل، المعلنة جراء الحرب في العراق. وبحسب رأيه، <<مع زوال خطر الهجوم الكيماوي والبيولوجي العراقي على إسرائيل، فإنه سيكون بالامكان الاكتفاء بالأطر المقلصة التي كانت معدة للدفاع المدني، أمام تهديد مشابه من طرف سوريا ودول أخرى، إلى حين إندلاع الحرب في الخليج في العام 1991>>.
الصفحة 821 من 882